أثينا ـ (أ ف ب)
تواصل اليونان لليوم الثاني على التوالي مكافحة عدد من الحرائق التي دمّرت منازل واستدعت تدابير إجلاء لسكان، فيما يتم نشر فرق إطفاء تشيكية وطائرتين إيطاليتين لتقديم المساعدة.
وعمل عناصر الإطفاء عند خمس جبهات تشتعل فيها الحرائق بعد ظهر الأحد في منطقة بيلوبويز غرب العاصمة أثينا، وكذلك في جزر كيثيرا وإيفيا وكريت.
وقال المتحدث باسم جهاز الإطفاء فاسيليس فاثروكويانيس، الأحد: «يُتوقع أن ينطوي هذا اليوم على صعوبات مع خطر كبير باندلاع حرائق في مختلف أنحاء المنطقة تقريباً»، لكنه أضاف أن الوضع يتحسن.
قلق في جزيرة سياحية
وتوقع خبراء الأرصاد أن تهدأ الرياح القوية التي تؤجج النيران، الأحد في معظم المناطق. لكنهم حذروا من أن جزيرة كيثيرا السياحية الشهيرة التي تعد 3600 نسمة، لا تزال تواجه ظروفاً «مقلقة».
وصدرت تعليمات لأهالي الجزيرة الواقعة قبالة الطرف الشرقي لشبه جزيرة بيلوبونيز، بوجوب إخلاء منازلهم.
وقال نائب رئيس بلدية كيثيرا يورغوس كومينوس لقناة إي آر تي الإخبارية الحكومية، إن نصف مساحة كيثيرا احترقت. وأضاف: «منازل وخلايا نحل وأشجار زيتون احترقت».
وذكرت قناة إي آر تي، أن حريقاً واسع النطاق لا يزال يشتعل في الجزيرة بعد ظهر الأحد، لكن بجبهات أصغر، فيما لفتت إلى أن الوضع يتحسن.
وبذل العشرات من عناصر الإطفاء مدعومين بثلاث مروحيات وطائرتين جهوداً لإخماد النيران في كيثيرا، والتي اندلعت السبت وأرغمت السلطات على إجلاء عدد من الأشخاص الذين علقوا على شاطئ شهير يقصده السياح.
وكانت السلطات المحلية قد طلبت إعلان حالة طوارئ لتقديم المساعدة المعززة للجزيرة التي شهدت حريقاً كبيراً في 2017.
جهود جبارة
ولا تزال 11 من مناطق اليونان تواجه خطر اندلاع حرائق بدرجة مرتفعة جداً، بحسب مسؤولين. وطلبت اليونان في وقت سابق مساعدة من دول الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع وصول طائرتين إيطاليتين الأحد، وفق جهاز الإطفاء، فيما بدأت وحدات إطفاء تشيكية العمل فعلاً.
واشتعلت بؤر ليلاً في جزيرة إيفيا قرب أثينا؛ حيث أتت النيران على مساحات شاسعة من الأحراج، وأدت إلى نفوق آلاف من حيوانات المزارع.
ومنذ الفجر يبذل عمال جهودهم لإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بشبكة كهرباء إيفيا، بينما تواجه بعض القرى مشاكل في إمدادات المياه.
جزيرة كريت
وجنوباً في جزيرة كريت، أفادت تقارير بأنه تم إلى حد كبير احتواء حرائق اندلعت السبت ودمرت أربعة منازل وكنيسة.
وأفادت تقارير بأن الشرطة عززت الإجراءات الأمنية في كريونيري شمال أثينا، مع تزايد المخاوف من استهداف اللصوص منازل غادرها أصحابها هرباً من حريق اندلع بعد ظهر السبت، وتم احتواؤه بشكل كبير الأحد.
وقال أحد الأهالي ويدعى يورغوس كريونيرس: «إننا نحارب هنا، ماذا باستطاعتنا فعله؟». وكان يضع كمامة تقيه الدخان. وأوضح ظهر السبت أنه كان مع آخرين يكافحون لإنقاذ «عمل العمر».
بدوره قال الكسندوس أندونوبولوس، وهو أيضاً من السكان وقد غادر أثينا بسرعة للوصول إلى القرية: «عندما وصلت إلى هنا، كانت النيران مشتعلة. حدث كل شيء بسرعة كبيرة». وأضاف «لحسن الحظ وصل عناصر الإطفاء بسرعة».
وكتب رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس على مواقع التواصل الاجتماعي، أن على كل من فقد ممتلكات «أن يعلم أن الدولة ستكون إلى جانبه».
وقال إن جهود إخماد الحرائق السبت كانت «جبارة»، لكن «الصورة اليوم تبدو أفضل، والمعركة مستمرة بكل الموارد المتاحة».
وتشهد اليونان موجة حرّ منذ أسبوع تقريباً تجاوزت خلاله الحرارة 40 درجة مئوية في العديد من المناطق.
والسبت سجلت الحرارة 45,2 درجة في أمفيلوخيا بغرب اليونان. ويتوقع أن تبدأ موجة الحر الشديد بالانحسار بدءاً من الاثنين.
ودمّرت حرائق الشهر الماضي في خيوس، خامس أكبر جزيرة في اليونان والواقعة شمال بحر إيجة، 4700 هكتار (11600 فدان) من الأراضي، بينما أرغم حريق غابات اندلع في جزيرة كريت أوائل يوليو/تموز 5000 شخص على إخلاء منازلهم.
وشهد عام 2023 أعنف حرائق غابات وأكثرها تدميراً، إذ أتت على ما يقرب من 175 ألف هكتار من الأراضي، وتسببت في مقتل 20 شخصاً.
وتشهد اليونان، مثل العديد من الدول، فصول صيف أكثر حرارة سببها التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري، والذي يفاقم وتيرة وشدة ومدة حرائق الغابات.
0 تعليق