أعلنت تايلاند وكمبوديا، في بيان مشترك أمس السبت، اتفاقهما على وقف فوري لإطلاق النار، متعهدتين إنهاء أسابيع من الاشتباكات الحدودية الدامية. وبحسب إحصاءات رسمية، قُتل ما لا يقل عن 47 شخصاً ونزح آخرون أكثر من مليون، خلال عمليات عسكرية استمرت ثلاثة أسابيع استُخدمت فيها المدفعية والدبابات والطائرات المسيّرة والمقاتلات.
وامتد النزاع إلى كل المحافظات الحدودية تقريباً على جانبي الحدود، ما أدى إلى انهيار هدنة سابقة نسبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى نفسه.
وأفاد البيان الذي وقّعه وزيرا الدفاع الكمبودي تيا سيها ونظيره التايلندي ناتافون ناركفانيت في معبر حدودي «يتفق الطرفان على وقف فوري لإطلاق النار فور توقيع هذا البيان المشترك، ويصبح سارياً اعتباراً من منتصف النهار بتوقيت البلدين ليوم أمس الأحد».
وأشار البيان إلى أن الاتفاق يشمل «كل أنواع الأسلحة والهجمات على المدنيين والأهداف المدنية والبنية التحتية والأهداف العسكرية للجانبين وفي كل الحالات وكل المناطق».
كما اتفق الطرفان على تجميد كل تحركات القوات والسماح للمدنيين الذين يعيشون في المناطق الحدودية بالعودة إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن. ولحظ الاتفاق أيضاً التعاون في جهود إزالة الألغام ومكافحة الجرائم الإلكترونية، على أن تعيد تايلاند 18 جندياً كمبوديّاً أسيراً خلال 72 ساعة.
وصرح وزير الدفاع التايلاندي بأن الأيام الثلاثة الأولى ستكون «فترة مراقبة للتأكد من جدية وقف إطلاق النار». وفي خطاب ألقاه في وقت سابق أمس السبت، وصف الهدنة بأنها «باب لحل سلمي» للنزاع الحدودي.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة باتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، معتبراً أنه خطوة إيجابية من شأنها التخفيف من معاناة المدنيين، ووضع حد للأعمال العدائية الجارية، وتهيئة الظروف المناسبة للتوصل إلى سلام دائم.
وفي بيان للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أعرب غوتيريش عن تقديره لجهود ماليزيا، بصفتها الرئيس الحالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، إلى جانب كل من الصين والولايات المتحدة، لدورهم في دعم التوصل إلى حل سلمي للوضع. وأكد البيان استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم اللازم للجهود الرامية إلى الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
من جهته، رحّب الاتحاد الأوروبي باتفاق وقف إطلاق النار، داعياً الطرفين إلى تنفيذه بحسن نية. وقال الناطق باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي أنور العنوني «نشكر رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على دورها الإيجابي في هذا الإنجاز»، مضيفاً: «الاتحاد الأوروبي على أتم الاستعداد لتقديم أي دعم مطلوب». كما ضغطت الولايات المتحدة والصين على الدولتين المتجاورتين لوقف القتال.
وكان ترامب شهد توقيع اتفاق موسَّعٍ بين تايلاند وكمبوديا في أكتوبر الماضي، إلا أنه لم يصمد سوى أسابيع قليلة.
وتبادل الطرفان الاتهامات بإشعال فتيل القتال الجديد هذا الشهر، واتهم كل منهما الآخر بشن هجمات على المدنيين.
وتتنازع الدولتان على المعابد؛ بسبب ترسيم غامض للحدود البالغ طولها 800 كيلومتر وضعته الإدارة الاستعمارية الفرنسية لكمبوديا عام 1907، ولا تزال هذه الحدود بحاجة إلى ترسيم واضح بعد وقف إطلاق النار.
(وكالات)
تايلاند وكمبوديا تتفقان على وقف «فوري» لإطلاق النار
تايلاند وكمبوديا تتفقان على وقف «فوري» لإطلاق النار

















0 تعليق