«شمس» تدعم صناعة المحتوى الدرامي في «كلاكيت»

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

راشد العوبد: ربط الإبداع بالفرص الإنتاجية الواقعية ضروري
نظّمت مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، مساء الخميس، فعالية خاصة تحت عنوان «كلاكيت» شهدت تجمعاً فنياً لافتاً، وحضور نخبة من المخرجين والممثلين وكتّاب السيناريو والمنتجين، إلى جانب عدد من مؤسسات الإنتاج الدرامي والمهتمين بقطاع السينما. وجاءت الفعالية تحت شعار «من السينما الحمراء إلى المنصة»، في تحرّك نوعي يعكس التزام «شمس» بدعم صناعة المحتوى الدرامي محلياً وإقليمياً.
وشكّلت فعالية «كلاكيت» بدورها حلقة وصل عملية بين الكتّاب والمنتجين، إذ أتاحت لهم مساحة لعرض المشروعات ومناقشتها، وفتحت المجال أمام فرص حقيقية للتعاون الإنتاجي، مما يعكس التزام «شمس» بربط التدريب الإبداعي والتمكين المهني لضمان الأثر المستدام.


وقال راشد عبدالله العوبد المدير العام لمدينة الشارقة للإعلام «شمس»: نؤكد ضرورة ربط الإبداع بالفرص الإنتاجية الواقعية، ونؤمن بأهمية توفير بيئة تحتضن المواهب وتمنحها الأدوات والمنصات التي تمكّنها من التحوّل من مجرد فكرة على الورق إلى مشروع قابل للتنفيذ، وما نشهده اليوم من مخرجات إيجابية لمشروع «حكاية» وإقبال لافت على هذا الحدث دليل حي يعكس مكانة إمارة الشارقة كمركز إقليمي للإبداع والإنتاج الإعلامي في العالم العربي.
وفي مستهل الفعالية، تم تقديم عرض مرئي كشف عن تفاصيل مشروع «استوديوهات شمس»، الذي تعمل المدينة على تطويره ليكون أحد أبرز مشروعات البنية التحتية الداعمة لصناعة السينما والإنتاج الإعلامي في المنطقة. ويتضمن المشروع إنشاء 6 استوديوهات متطورة على مساحة 10,200 متر مربع، مجهّزة بأحدث التقنيات السينمائية، لتكون وجهة مثالية لشركات الإنتاج المحلية والعالمية، وتوفّر بيئة تصوير احترافية داخلية تغني عن الحاجة للتصوير الخارجي. ويُعد المشروع نقلة نوعية في البنية التحتية الإعلامية في الشارقة، ويأتي استجابةً للطلب المتزايد على المساحات الإنتاجية المتقدمة في الدولة والمنطقة.
وضمن فعاليات «كلاكيت»، نُظمت جلسة حوارية رئيسية بعنوان «من النص إلى الشاشة»، أدارها الإعلامي أسامة ألفا، بمشاركة كل من الممثل والمنتج الإماراتي أحمد الجسمي، والكاتبة والمنتجة الإماراتية منى الظاهري، والمنتج إياد النجار، ناقشوا خلالها أهمية التكامل بين جودة النصوص الدرامية واحترافية التنفيذ، وأكدوا ضرورة بناء جسور بين المواهب الشابة والمؤسسات الإنتاجية. كما تطرّقوا إلى تحديات الكتابة في ظل التحولات الرقمية، والحاجة لتجديد المحتوى بما يتناسب مع تطلعات الجمهور العربي.
وأشار أحمد الجسمي إلى أن نجاح أي عمل درامي لا يكتمل دون دعم إنتاجي حقيقي يؤمن بالمحتوى والمواهب، مشيراً إلى أن المؤسسات الإنتاجية تلعب دوراً محورياً في تحويل النصوص الجيدة إلى أعمال مؤثرة تصل إلى الجمهور. وأضاف أن فعالية «كلاكيت» تمثّل نموذجاً فعّالاً في ربط الكتّاب بالمنتجين، ما يفتح المجال أمام ولادة مشروعات درامية جديدة تنطلق من أفكار ناضجة وتُنفذ ضمن بيئة احترافية تعزّز من حضور الدراما المحلية على الساحة العربية.
وأكدت منى الظاهري أن مشروع «حكاية – غرفة الكتابة» يُعد أحد النماذج الملهمة في تطوير النصوص الدرامية وصقل المواهب الشابة، مشيرة إلى أن ما يُميز المشروع هو تقديمه لمسار عملي متكامل يبدأ من التدريب وينتهي بعرض النصوص أمام صنّاع القرار. وأضافت أن النص الجيد هو الأساس لأي إنتاج ناجح، وأن تمكين الكتّاب ومنحهم الفرصة لعرض أعمالهم يرسّخ ثقافة تقدير الكاتب كمحرّك رئيسي في العملية الإبداعية، ويعزز من جودة المحتوى الدرامي المحلي والعربي.
وعلّق إياد النجار على أهمية النص الدرامي قائلاً إن «النص ليس مجرد نقطة انطلاق، بل هو العمود الفقري للعمل الإنتاجي برمّته»، مشدداً على أن نجاح أي مشروع درامي يبدأ من نص محكم البناء، ناضج الفكرة، وقادر على ملامسة الجمهور. وأضاف أن تجربة «كلاكيت» تُثبت أن الاستثمار في النصوص الجيدة هو استثمار في استدامة المحتوى، معتبراً أن المنتج الذكي هو من يلتقط هذه النصوص في مراحلها الأولى، ويطوّرها إلى أعمال تملك فرصة فعلية للنجاح على الشاشة. وشهدت الفعالية أيضاً مساحة مفتوحة تفاعلية، استعرض خلالها كتّاب «حكاية» مشروعاتهم أمام عدد من المنتجين والمستثمرين وصنّاع القرار، وناقشوا معهم إمكانات التعاون والتطوير والتسويق، كما أتاحت هذه المساحة للكتّاب فرصة لتقديم رؤاهم وتجاربهم، ضمن بيئة مهنية مشجعة على تبادل الأفكار، وخلق فرص واقعية للإنتاج المشترك.
وتأتي أهمية هذه المبادرات النوعية التي تطلقها «شمس»، على غرار «حكاية» و«بنك الأفكار»، في تمكين الكفاءات المحلية، ودعم منظومة إنتاج درامي مستدامة تنطلق من رؤية إمارة الشارقة وتصل إلى العالم العربي. وأشاد الحضور بجهود «شمس» في تطوير منظومة إعلامية متكاملة تجمع بين التدريب والترويج والربط المهني، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الإنتاج النوعي في المنطقة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق