سلوك الحيوانات تحت المجهر.. هل يمكنها التنبؤ بالكوارث فعلاً؟

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تثير التصرفات الغريبة التي تبديها الحيوانات قبل وقوع الزلازل أو الفيضانات أو الأعاصير فضول الناس واهتمام العلماء بشكل مستمر.

وكثرت الأقاويل عن امتلاك الحيوانات قدرة خارقة على استشعار الكوارث، لكن ما مدى صحة ذلك؟ وهل يمكن أن تصبح سلوكياتها وسيلة فعالة ضمن أنظمة الإنذار المبكر؟

الحيوانات القلقة.. سلوك غير معتاد قبل الكارثة


لوحظت تغيرات سلوكية لدى الحيوانات قبل وقوع عدة كوارث طبيعية، مثل طيور تهاجر فجأة، كلاب تنبح دون سبب، وضفادع تغادر مواقعها.


في دراسة نشرتها مجلة Nature عام 2010، اختفت الضفادع من موقع تكاثرها في وسط إيطاليا قبل خمسة أيام من زلزال قوي ضرب المنطقة، وهو ما وصفه الباحثون بأنه تغير غير معتاد، لم يرصد في سنوات سابقة.

مراقبة حيوانات المزرعة بالأجهزة


استخدم علماء من معهد ماكس بلانك الألماني أجهزة استشعار لتتبع حركة الأبقار والأغنام والكلاب في مناطق زلزالية، مثل جبال الألب وأمريكا الجنوبية.


ولاحظ العلماء أن الحيوانات أصبحت أكثر نشاطاً وقلقاً قبل الزلازل بعدة ساعات، وخاصة كلما كانت أقرب إلى مركز الزلزال، كما أظهرت البيانات تغيرات واضحة في نمط الحركة الجماعي، لكن الباحثين رأوا أن ما تم رصده هو استجابة لمحفزات طبيعية وليس تنبؤاً بالمعنى العلمي الدقيق.

العلماء يرفضون الاعتراف


قالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: «لا يوجد حتى الآن أي دليل علمي موثوق على أن الحيوانات يمكنها التنبؤ بالزلازل».


ورغم كثرة القصص المتداولة، فإن معظم الأدلة المتوافرة حتى الآن تبقى قصصية، يصعب التحقق من دقتها أو تكرارها تجريبياً.

العلم يبحث عن الإنذار البيولوجي


رغم الملاحظات المتكررة لسلوك غير معتاد لدى الحيوانات قبيل بعض الكوارث، إلا أن التمييز بين ردود فعلها العشوائية واستجابتها الفعلية لمؤشرات بيئية دقيقة لا يزال موضع جدل علمي، إذ تتأثر هذه الكائنات بعوامل متعددة مثل الطقس والضوضاء والنشاط البشري.


ومع أن الأدلة المتوافرة غير كافية لتأكيد قدرتها على التنبؤ، يعمل باحثون على تطوير أنظمة تعتمد على أجهزة استشعار وتحليل بالذكاء الاصطناعي لرصد هذه السلوكيات وربطها بأنماط جيولوجية أو مناخية، في محاولة لدمج ما يُعرف بـ«الإنذار البيولوجي» ضمن منظومات الإنذار المبكر المستقبلية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق