صُدم متابعو مواقع التواصل الاجتماعي فجر الاثنين، بخبر وفاة صانعة المحتوى المغربية سلمى تيبو، المعروفة بلقب «زوجة تيبو»، وذلك بعد أيام قليلة من خضوعها لعملية جراحية لإنقاص الوزن في إحدى العيادات الخاصة بتركيا.
سلمى، التي كانت تحظى بمتابعة تجاوزت المليون ونصف المليون شخص على منصة «تيك توك»، لم تنجُ من مضاعفات العملية، وفارقت الحياة في صمت موجع بعد معاناة نفسية طويلة، دفعتها إلى اتخاذ قرار مصيري للهروب من التنمر القاسي الذي طاردها بسبب شكلها ووزنها.
التنمر الإلكتروني..السلاح الصامت الذي دفعها نحو العملية
لم يكن قرار سلمى بإجراء عملية تحويل مسار المعدة قراراً سهلاً، بل جاء بعد سنوات من الألم النفسي والمعاناة مع السخرية.
عبارات جارحة، تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالتحقير، ونظرات دونية طاردتها في كل ظهور لها على المنصات الرقمية.
أكدت روايات مقربين أنها كانت تحاول أن تتصالح مع نفسها، لكن الضغط النفسي والاجتماعي فاق قدرتها على التحمل، فاختارت الخضوع للعملية، بحثاً عن «النسخة المقبولة» من نفسها، قبل أن تتدهور حالتها الصحية بسرعة مفاجئة وتنتهي الرحلة فجأة.
هل الجراحة وحدها مسؤولة؟ أم أن التنمر هو السبب الخفي؟
لم تمر وفاة سلمى مرور الكرام، فقد فجّرت موجة من الحزن والغضب بين المتابعين، وفتحت الباب على مصراعيه للنقاش حول آثار التنمر الإلكتروني والمسؤولية المجتمعية.
الناشط محمود بن علي علّق قائلاً: «إلى كل من جعل السخرية من الأجساد هواية، والتنمر على النساء تسلية، أنتم لم تقتلوها مباشرة، لكنكم دفعتموها إلى حافة الموت خطوة بخطوة..بكلماتكم، بنظراتكم، بضحكاتكم المسمومة».
أما الناشط عثمان الدعكاري، فكتب بمرارة:
«وفاة سلمى ليست حادثاً فردياً، بل مرآة تعكس مجتمعاً يحتاج إلى مراجعة سلوكه».
وتابع: «سلمى لم تُقتل فقط بمشرط الجراحة، بل بصمت المجتمع، وسخرية العيون، وقسوة اللسان».
العيادة التزمت الصمت وأسرة سلمى تيبو لم تصدر بياناً
رغم أن الجراحة كانت الوسيلة المباشرة، إلا أن كثيرين يرون أن المجتمع هو الجاني غير المعلن، وأن سلمى رحلت نتيجة قرار اتخذته وهي في لحظة ضعف أمام ضغط نفسي متراكم.
لم تعلن العيادة التي أجرت العملية عن تفاصيل الوفاة، كما لم تصدر العائلة بياناً رسمياً يوضح الملابسات الطبية، مما يزيد من الغموض حول ظروف رحيلها، لكن المؤكد أن الألم النفسي كان المحرّك الأعمق لكل ما حدث.
بحسب ما تداولته وسائل إعلام مغربية، قررت سلمى السفر إلى تركيا لإجراء العملية بعد أن أثقلها الألم النفسي والتنمر، وبحثاً عن راحة نفسية وقبول مجتمعي كانت تحلم بهما.
لكن سرعان ما تحوّل الحلم إلى كابوس، فبعد أيام قليلة من الجراحة، بدأت تظهر المضاعفات، وتدهورت حالتها الصحية بسرعة غير متوقعة، إلى أن فاضت روحها وسط تكتم طبي وغموض يلف تفاصيل الوفاة.
هل عمليات إنقاص الوزن آمنة؟ الأمل والمخاطر في ميزان واحد
أعادت وفاة سلمى النقاش إلى الواجهة حول جراحات السمنة والتدخلات التجميلية، خاصة حين يكون دافعها الأساسي نفسياً أو اجتماعياً أكثر من كونه طبياً.
وفي ظل غياب رقابة صارمة على بعض العيادات الخاصة بالخارج، يلجأ كثيرون إلى حلول سريعة دون دراسة كافية، أو استعداد فعلي للالتزامات الصحية الصارمة التي تفرضها هذه العمليات.
وبحسب خبراء فإن العملية ليست خطيرة إلا إذا أُجريت دون فحص دقيق للحالة.
وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من المستشفى التركي الذي أُجريت فيه العملية، كما لم تُفصح عائلة سلمى عن تفاصيل التقرير الطبي، مما يزيد من حالة الجدل والتساؤلات حول ظروف الجراحة ومدى جاهزية المريضة لها.
0 تعليق