وعي ومسؤولية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وعي ومسؤولية, اليوم الخميس 17 يوليو 2025 09:24 صباحاً

قد لا تستجمع قوة نفسك وشتات فكرك وقلة تركيزك وقدرة إرادتك، وقد تضعف في وقت تحتاج أن تكون به أقوى وأفضل، لكن العواصف التي حولك تجبرك على تذبذب أمرك وارتباك صبرك وإدراك صعوبة ما يحدث لك في هذا الوقت، وبكل بساطة تشعر بالعجز وقلة السيطرة وانعدام المعرفة ربما لساعات أو لأيام أو مدة تزيد أو تنقص عن ذلك، ويظل عقلك محصورا بين الحدث والزمن وكيفية التعامل معه وما الرد الممكن والمناسب له؛ ستصفع إما لدرس أو لمسألة حدثت بسرعة دون سابق إنذار أو علامة واضحة تستعد فيها لرد فعل بأثر إيجابي لا سلبي.

قد لا تفهم ما تريد وما تبحث عنه لكن شعورا عميقا بداخلك يبحث عن أمر غلب على الظن بأن عقلك لا يعرف ما هو، وقلبك الذي شعر به وأراده، القلب شعور وعطاء والعقل عقلانية وإدراك ونحن نضيع بين هذين الأمرين، فنشعر ولا نعلم الحقيقة وقد نعلم الحقيقة ولا نشعر بعمق ما بنا من شعور وفيض، المد والجزر أحدهما يأخذ الآخر.. فنحن نعيش بين مد وجزر، ونعيش بعقل واعٍ ومدرك وقلب محب ومعطٍ، قد لا نميز بشكل دقيق ويبقى الأثر الكبير بداخلنا بين عقلانية مدركة وشعور مبهم؛ العطاء جزء من الشعور والفكر جزء من الإدراك، لذا بين الوعي والإحساس نقطتان صغيرتان لا تلتقيان مع بعضهما وقد تلتقيان بشرط يتوافق المنطق والشعور، ويعرف كل منهما المسؤولية أمام قلب معطاء وعقل مدرك تحت نقطة اتزان واحدة شعر بها القلب واتفق على صحتها العقل، هكذا إحساس الشعور والمنطق حين يلتقي كل منهما في نقطة واحدة.

قد لا تعبر بشكل منطقي وتفصيلي عما يدور بداخلك، لكن يبقى الفعل ورده الذي غلب على الظن عدم فهم من حولك له، ويبقى أثر تلك الكلمات التي تعبر بالأغلب على نفسك وفهمها وكيفية التعامل معها بشكل واضح وحقيقي، الرد قد يكون مبكرا وقد يتأخر، وقد يكون أسيرا بين العقل والحس فيصعب قوله في اللحظة نفسها وبالكمية نفسها التي تناسب تلك اللحظة، والتي من الواجب نطقها في الوقت نفسه، الشعور الصعب هو قول كلمة حبست أسيرة بين طرف اللسان وعمق الشعور واتزان العقل وتنبؤ القادم؛ فليس كل كلمة بداخلنا لا بد أن نخرجها بكمية الشعور نفسها، وحجم الألم الذي بداخلك في لحظة واحدة وبالكم والكيف نفساهما، لأجل انتصار قد يحدث أو اعتقاد من أمامنا أننا ضعفاء لعدم الرد حينها، فليس كل موقف يستحق منا كل البذل للرد وإظهار ما بنا من عمق وقدر وثقة لأجل نظرة مستقبلية يحكمها علينا من حولنا، فهي لا تزيد من قيمة أنفسنا ولا تنقصها.

الحكم على ما بداخلنا لا أحد يفهمه، فعندما نصمت لا يعني ضعفا وغباء بل ربما لحكمة وانتصار، قد نغرق بين عقولنا وقلوبنا وشعورنا بالإنسانية التي تطغى على ما بداخلنا، ونسير خلف الموقف لكي نتداركه بأفضل صورة وربما نتعاطف معه من أجل شعورنا بالإنسانية الذي حدث بوقت خاطئ مع أشخاص يستحقون الرد اللاذع الذي لا يحمل لطفا أبدا، نحن خلف شعورنا وما تريده عقولنا ما لم تؤثر علينا قوة خارجية تضعف من تفكيرنا وترهق مشاعرنا، ثم نصبح مقيدين بمن حولنا تحت عاطفة ورحمة دعتنا إليها بموقف واحد معبر ونظرة واحدة مؤلمة؛ في طبيعة الحال نحن بشر قد نتأثر ونؤثر، لأجل ذلك علينا اتخاذ قرار ينصب في صالحنا، فالرحمة والعاطفة قد ترتبطان في قراراتنا وليس عيبا بنا، لكن لا بد من وضع الأمور في محمل الاتزان ومعرفة كيف تدار بهذا الموقف، واتخاذ خطوات تعيد المنطق والعاطفة دون أذى من حولنا بقرارنا.

3ny_dh@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق