بعد 26 عاماً على ارتكابها جريمة هزت الرأي العام الروسي، ظهرت الجدة الهاربة تاتيانا غونتشاروفا من جديد، لتغلق بذلك أحد أكثر ملفات الجرائم غموضاً في أواخر تسعينات القرن الماضي.
في 18 سبتمبر/أيلول عام 1999، عادت أللا غونتشاروفا إلى شقتها في شارع تريليسيرا بمدينة إيركوتسك الروسية بعد يوم عمل، لتُفاجأ بفوضى عارمة داخل المنزل.. أثاث مقلوب، أغراض مبعثرة، وصمت ثقيل يخيم على المكان. لكن الفاجعة الكبرى كانت في غرفة النوم، حيث عثرت على جثة ابنها البالغ من العمر عامين مختنقاً بكيس بلاستيكي. أما والدتها تاتيانا وابنتها الرضيعة، فكانتا قد اختفتا تماماً.
وبعد ساعات من البحث المكثف داخل الشقة، عثرت الشرطة على جثة الطفلة الرضيعة مقتولة بالطريقة ذاتها. وأشارت الأدلة في موقع الجريمة، ومنها كيس يحتوي على خصلات شعر مقصوصة، إلى محاولة الجدة تغيير مظهرها والهروب من وجه العدالة.
رغم عمليات البحث الواسعة، اختفت تاتيانا دون أثر. وفي عام 2001، أعلنت الابنة أللا أنها تعرفت إلى جثة والدتها بين جثث مجهولة، ليُغلق ملف القضية، وتُسجل الجدة رسمياً كمتوفاة.
لكن المفاجأة جاءت، حين ظهرت امرأة مسنة في مكتب الهجرة بمدينة سيمفروبل، تطلب تجديد جواز سفرها السوفييتي القديم. وعند التدقيق، تبين أن الاسم يعود لامرأة أُعلنت وفاتها قبل 26 عاماً. تحليل الحمض النووي أكد هويتها، ليتضح أنها الجدة القاتلة، التي عاشت طوال هذه السنوات بهوية غير رسمية.
بعد اعتقالها، نُقلت تاتيانا إلى إيركوتسك، حيث حوكمت بتهمة القتل المزدوج. وبسبب حالتها النفسية، قررت المحكمة إيداعها مؤسسة طبية مغلقة للعلاج الإجباري.
0 تعليق