نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تميز الرعاية الصحية السعودية, اليوم الخميس 24 يوليو 2025 10:01 صباحاً
شهدت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية نموا ملحوظا في قطاعها الصحي، ويأتي ذلك ضمن استراتيجية متكاملة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية وتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين. وتبرز الإحصائيات الصادرة مؤخرا عن وزارة الصحة مدى التحول الذي شهدته البنية التحتية الصحية في مملكتنا الحبيبة، وتحديدا فيما يتعلق بالمستشفيات وأعداد الأسرّة، فضلا عن زيادة ملحوظة في أعداد الأطباء في مختلف القطاعات الصحية. ويعود ذلك إيجابا على المملكة عبر تعزيز جاهزية القطاع الصحي وتحسين مستوى الرعاية الطبية المقدمة بقيادة حكومتنا الرشيدة.
بداية أوضحت الإحصائيات مؤخرا من تقارير في مجال الرعاية الصحية تميز المملكة في مجال الرعاية الصحية. حيث لا يخفى عليك عزيزي القارئ، أن المستشفيات تعتبر الركيزة الأساسية لأي نظام صحي فعال، ولذلك حرصت حكومتنا الرشيدة على تعزيز هذا الجانب بشكل خاص. فمنذ عام 2014 وحتى عام 2023، ارتفع عدد المستشفيات في المملكة من نحو 460 مستشفى ليصل إلى قرابة 500 مستشفى، وهو ما يمثل زيادة تقارب 10% خلال فترة تقارب العشر سنوات فقط، وهذه نسبة متميزة جدا. ويظهر ذلك اهتماما كبيرا بتوفير خدمات صحية عالية الجودة في مناطق المملكة كافة. هذه الزيادة توفر فرصا أكبر للوصول للخدمات الطبية المتقدمة، مما يعزز الصحة العامة ويعزز تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وخاصة في محور «مجتمع حيوي».
وعند النظر إلى التوزيع بين القطاعات، حيث نجد أن القطاع الخاص قد سجل نموا واضحا حيث ازداد عدد مستشفياته من حوالي 140 مستشفى في عام 2014 إلى نحو 150 مستشفى بحلول عام 2023. وهذا يعكس توجه المملكة نحو تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، من أجل توسيع نطاق الخدمات وتقديم خيارات علاجية متنوعة أمام المرضى. هذا النمو في القطاع الخاص يسهم في رفع تنافسية الخدمات الصحية، ويخلق بيئة استثمارية جاذبة تدعم الاقتصاد الوطني.
وفيما يخص الجهات الحكومية الأخرى، مثل المستشفيات التابعة للقطاعات العسكرية والجامعية وغيرها، فقد حققت نموا لافتا أيضا، إذ زادت من قرابة 50 مستشفى في 2014 إلى حوالي 60 مستشفى في 2023، بنمو يزيد على 20% تقريبا. وفيما يتعلق بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة بشكل خاص، فقد شهدت زيادة من نحو 270 مستشفى إلى قرابة 290 مستشفى، بمعدل نمو يناهز 7%، مما يبرز دور الوزارة في تطوير مرافقها وتحسين خدماتها بشكل مستمر.
ومن ناحية أخرى، فإن عدد الأسرّة في المستشفيات يعد أحد المؤشرات الهامة على مدى جاهزية القطاع الصحي وقدرته على استيعاب المرضى وتقديم الخدمات بشكل فعال. وفي هذا السياق، حيث ارتفع العدد الإجمالي للأسرّة في المملكة من نحو 68 ألف سرير في 2014 ليصل إلى حوالي 80 ألف سرير في 2023، ما يمثل نموا يقارب 18%. وتعكس هذه الزيادة الكبيرة حرص الحكومة على تلبية الاحتياجات الصحية المتزايدة مع تزايد عدد السكان وتطور نمط الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 هذا التطور يعزز من قدرة المستشفيات على استيعاب أعداد المرضى، ويضمن تقديم خدمات صحية مناسبة في أوقات الأزمات والطوارئ.
كذلك شهد القطاع الخاص في هذا المجال نموا بنحو 16%، حيث ازداد عدد الأسرّة من حوالي 16 ألف سرير إلى قرابة 18 ألف سرير. وفيما يخص الجهات الحكومية الأخرى، فقد زادت من حوالي 12 ألف سرير إلى نحو 14.5 ألف سرير، بنمو بلغ حوالي 21%. كما أن مستشفيات وزارة الصحة قد رفعت من قدرتها الاستيعابية، لتزيد عدد الأسرّة من نحو 40 ألف سرير إلى أكثر من 47 ألف سرير خلال الفترة نفسها. تنعكس هذه الزيادات في القدرة الاستيعابية بشكل مباشر على تقليل فترات الانتظار للمرضى، مما يرفع مستوى الرضا العام عن الخدمات الصحية.
وعلى مستوى الكوادر البشرية عزيزي القارئ، يعتبر العنصر البشري الأهم في القطاع الصحي، حيث شهد عدد الأطباء في المملكة ارتفاعا كبيرا خلال العقد الأخير. فمن حوالي 82 ألف طبيب عام 2014، ارتفع العدد ليبلغ قرابة 140 ألف طبيب في 2023، ما يعني نموا كبيرا يناهز 70%. ويأتي ذلك نتيجة الجهود الكبيرة في تأهيل الكوادر الطبية، إضافة إلى تسهيل استقطاب الكفاءات من خارج المملكة. حيث إن زيادة الكوادر الطبية ترفع من جودة الخدمة الطبية وتعزز ثقة المواطنين في قدرة القطاع الصحي السعودي.
وعند استعراض التفاصيل بشكل أكثر تحديدا، نجد أن القطاع الخاص شهد ارتفاعا ضخما في أعداد الأطباء من نحو 29 ألف طبيب إلى أكثر من 50 ألف طبيب، بنمو تجاوز 80%. وفي القطاعات الحكومية الأخرى ارتفع عدد الأطباء من حوالي 14 ألفا إلى ما يزيد على 22 ألف طبيب، بمعدل نمو يقارب 55%. أما وزارة الصحة، فقد زادت أعداد الأطباء من حوالي 39 ألفا إلى أكثر من 65 ألف طبيب، بنمو يقارب 70%، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير بتعزيز الكوادر الصحية الحكومية. هذه الزيادة الواسعة تسهم في تحسين الرعاية الصحية المقدمة، وتعزز من مكانة المملكة كوجهة صحية إقليمية وعالمية.
وفي الختام عزيزي القارئ، ما يميز السعودية ليس الكم فحسب، بل الجودة أيضا؛ حيث ركزت رؤية المملكة 2030 بشكل كبير على تطبيق أعلى معايير الجودة والاعتماد الدولي في الخدمات الصحية. ويتجلى ذلك في الاعتمادات الدولية التي حصلت عليها العديد من المستشفيات السعودية مؤخرا، مثل اعتماد اللجنة الدولية المشتركة (JCI) وغيره، من الهيئات العالمية المرموقة، الأمر الذي يؤكد التزام المملكة بجودة الرعاية الطبية وتميزها. هذه الإنجازات تُعزز من سمعة المملكة دوليا، وتجعل منها نموذجا رائدا في تقديم خدمات صحية متميزة تجمع بين الكفاءة العالية والقدرة على تلبية الاحتياجات المتنوعة للمرضى بشكل فعال ومستدام.
nabilalhakamy@
0 تعليق