الإعلان عن إطلاق رابطة مراكز الفكر والبحوث العربية خلال اختتام منتدى "دراسات" السابع.. المشاركون لـ(بنا): المنتدى منصة لتوحيد الجهود الفكرية وتعزيز التنمية المستدامة في العالم العربي

وكالة البحرين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

خاص ـ (بنا)

المنامة في 24 ديسمبر/ بنا / أكد عدد من المشاركين في المنتدى السنوي السابع لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، الذي انعقد تحت شعار "مجمع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية"، وبالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أهمية الدور المحوري للبحث العلمي في مواجهة التحديات الإقليمية والتحولات المتسارعة.

 

وشددوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا)، في ختام أعمال المنتدى، على أن المنتدى يمثل منصة استراتيجية لتبادل المعرفة وتعزيز التكامل بين المراكز البحثية والمؤسسات الإقليمية، بما يسهم في صياغة رؤى مستقبلية قائمة على منهجيات علمية، ويعزز الابتكار المؤسسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر مؤسس ورئيس مركز الخليج للأبحاث، أن المنتدى أسهم في تعزيز التعاون بين جامعة الدول العربية والمراكز الفكرية، بما يتيح قراءة معمقة للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 

وأوضح أن المنتدى ركّز على تحليل التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، إضافة إلى قطاع الطاقة، مع استشراف المستقبل من منظور عملي يراعي التطورات التقنية المتسارعة، خصوصًا في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، مشيرًا في هذا السياق إلى الدور المحوري لمملكة البحرين التي استضافت أعمال المنتدى بدعم من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.

 

ولفت د. بن صقر إلى أن مداولات المنتدى قد خلصت إلى أن الشراكة بين المؤسسات الإقليمية والمراكز البحثية باتت ضرورة لفهم المشهد الإقليمي وصياغة رؤى مستقبلية فعّالة.

 

من جانبها، أكدت السفيرة الدكتورة ندى العجيزي الوزيرة المفوضة ومديرة إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، أن المنتدى شكّل مساحة حيوية جمعت نخبة من الخبراء والمفكرين من مختلف مراكز الفكر العربية، لبحث أبرز القضايا التنموية التي تواجه المنطقة، مشيرة إلى أن النقاشات تناولت موضوعات محورية، أبرزها تأثير التنمية المستدامة على حياة المواطن العربي، ودور الذكاء الاصطناعي في صياغة مستقبل أكثر كفاءة وابتكارًا، وسط توافق واسع على ضرورة تعزيز التعاون البحثي العربي لمواكبة التحولات المتسارعة.

 

وأوضحت أن أبرز توصيات المنتدى تمثلت في الدعوة إلى تأسيس رابطة عربية لمراكز الفكر تضم الخبراء والمعنيين بقضايا التنمية والفكر، بهدف توحيد الجهود وتطوير حلول مبتكرة تدعم ازدهار المجتمعات العربية، مشيرة إلى أن التعاون بين جامعة الدول العربية ومركز "دراسات" يعد خطوة واعدة نحو تعزيز العمل العربي المشترك في المجال البحثي.

 

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور عمر العبيدلي مدير إدارة الدراسات والبحوث في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة "دراسات"، أن المنتدى شكّل منصة محورية لتعزيز التعاون بين المراكز البحثية العربية، في ظل الحاجة المتزايدة إلى عمل بحثي منسق قادر على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة.

 

وأوضح أن المنتدى خرج بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها إنشاء شبكة رسمية تربط المراكز البحثية العربية لتسهيل تبادل الخبرات وتنسيق الجهود، إلى جانب إطلاق منصة إلكترونية للتسجيل والتواصل، وأرشيف موحد يضم البحوث والإصدارات العربية المتخصصة، بما يضمن الوصول السريع للمعلومات ويحدّ من تكرار الجهود.

 

من جانبه، أكد السيد عبد الرحمن إبراهيم الفزيع محلل أول في مركز "دراسات"، أن المنتدى شكّل محطة مفصلية تحمل بعدين رئيسيين؛ الأول يتمثل في الإعلان عن تأسيس رابطة مراكز الفكر والبحوث العربية بمبادرة من مملكة البحرين عبر مركز "دراسات"، وبالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث ومكتبة الإسكندرية وجامعة الدول العربية، أما البعد الثاني فيرتبط بتوثيق مسيرة ممتدة لأكثر من خمسة عقود من العمل المؤسسي الذي مهّد الطريق لولادة هذه الرابطة.

 

وأوضح أن أهمية الرابطة تكمن في قدرتها على توحيد الجهود البحثية العربية في ظل تحولات عالمية متسارعة تتطلب حلولًا مبتكرة ورؤى غير تقليدية، مشددًا على أن التحديات الراهنة لم تعد قابلة للمعالجة بالأساليب الكلاسيكية، بل تحتاج إلى عمل مشترك يعزز التكامل ويوفر لصانع القرار قاعدة معرفية أكثر عمقًا وقوة.

 

وختم الفزيع حديثه بالتأكيد على أن انطلاقة المبادرة من المنامة تمثل خطوة واعدة نحو بناء منظومة بحثية عربية أكثر تماسكًا، معربًا عن تفاؤله بأن تسفر هذه الجهود عن توصيات عملية تدعم صناعة القرار وتعزز حضور البحث العلمي كركيزة أساسية لمواجهة تحديات المستقبل.

 

وكان المشاركون في المنتدى الذي شهد حضور معالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جانب نخبة من الخبراء والدبلوماسيين ورؤساء مراكز الفكر العربية، قد توافقوا على بيان ختامي من سبعة بنود، هي:

أولًا: التأكيد على بناء القدرات المؤسسية والبشرية في مراكز الفكر العربية، خصوصًا في مجالات تحليل البيانات، ونمذجة السياسات، والاستشراف الاستراتيجي، بما يعزز كفاءتها وفاعليتها وتأثيرها.

ثانيًا: الدعوة إلى توسيع الشراكات البحثية على المستويات العربية والوطنية والإقليمية والدولية، بما يشمل التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة، ومراكز الفكر الدولية، على أساس التكامل المعرفي، ونقل صورة دقيقة ومتوازنة عن أولويات التنمية العربية، وخدمة المصلحة الوطنية والعربية المشتركة.

ثالثًا: التشجيع على الإنتاج البحثي العربي المشترك الذي يعكس الخصوصيات والسياقات المحلية، ويقدم نماذج وسياسات قابلة للتطبيق، تتلاءم مع البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول العربية.

رابعًا: الإشادة بإطلاق "رابطة مراكز الفكر والبحوث العربية" التي تم تدشينها بالتعاون بين مركز الخليج للأبحاث ومكتبة الإسكندرية، بوصفها إطارًا عربيًا يعزّز العمل البحثي المشترك.

خامسًا: دعوة مراكز الفكر للانضمام إلى "رابطة مراكز الفكر والبحوث العربية"، نظرًا لدورها الاستراتيجي في تعزيز التعاون الإقليمي كمبادرة فكرية مفتوحة تتطور مرحليًا، وتعمل عبر آليات تعاون مؤسسية منتظمة، بما يضمن استدامة الحوار وتبادل الخبرات البحثية.

سادسًا: الدعوة إلى إنشاء منصة إلكترونية عربية مشتركة تضم قاعدة بيانات تفاعلية لمراكز البحوث، وأرشيفًا رقميًا للدراسات والسياسات المتعلقة بالتنمية المستدامة، تكون متاحة للباحثين وصنّاع القرار.

سابعًا: التأكيد على الحاجة إلى بلورة رؤى بحثية عربية موحّدة بشأن متطلبات التنمية والاستدامة، تنطلق من الخصوصية العربية وتستجيب لتحولات العصر، انسجامًا مع دعوات القمم العربية المتعاقبة لتعزيز العمل الفكري العربي المشترك وصياغة خطاب تنموي جامع.

 

من: سماح علام

م.ص, S.H.A

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق