درعا – محجوب الحشيش
أبدى مزارعون ومربو مواشٍ في محافظة درعا، جنوبي سوريا، تفاؤلهم بهطول الأمطار بعد مرور عام كامل من الجفاف، الذي أثر سلبًا على المزروعات والثروة الحيوانية، ما أدى إلى تراجع المخزون المائي في السدود والينابيع والآبار الجوفية.
ويساعد هطول المطر على زراعة المحاصيل الشتوية البعلية، كالقمح والشعير والفول والبازلاء، كما يسهم في إنبات المراعي، مما يخفف على المربين تكاليف الأعلاف والتبن.
تفاؤل بموسم جديد
مع بداية هطول الأمطار، بدأ المزارعون عملهم من جديد، فقد زرع خالد الصايل خمسة دونمات (يساوي الدونم الواحد 1000 متر مربع) من البازلاء في وادي اليرموك قرب بلدة كويا بريف درعا الغربي.
وقال خالد لعنب بلدي، إن هطول المطر وفّر عليه تكاليف السقاية التي كان سيعتمد فيها على الديزل لري محصوله.
وتأتي تجربة خالد بالزراعة، مجددًا، بعد خسارة تعرض لها في الموسم السابق نتيجة الصقيع الذي ضرب محصوله في آذار الماضي، حيث أعاد زراعة محصول الكوسا، لكن جفاف سد “عابدين” المبكر أدى إلى خسارته مجددًا.
في حين زرع محمد عبد المولى من مزارعي حوض اليرموك، ما يقارب 15 دونمًا من القمح، وعشرة دونمات من الشعير، وينوي زراعة الفاصولياء والكوسا.
وقال لعنب بلدي، إنه يستبشر بموسم جيد مع بداية هطول المطر، ولكن جفاف سد “عابدين” ينغص عليه، إذ من المتوقع أن يمتلئ إذا هطلت كميات كبيرة من المطر.
وقدّر محمد خسارته خلال الموسم الماضي جراء الجفاف بـ15 ألف دولار، إذ خسر موسم الخيار والكوسا والفاصولياء.
من جهته، زرع أحمد الحريري، وهو من مزارعي ريف درعا الشرقي، 1200 دونم من القمح والشعير، وينوي زراعة 50 دونمًا آخر من البطاطا في العروة الشتوية المقبلة.
وأبدى أحمد تفاؤله بموسم جيد إذا استمر هطول المطر، خاصة بعد أن خسر موسمه الماضي، حينما باع محصول القمح والشعير للمراعي لعدم قدرته على سقاية محاصيله مما أدى إلى جفافها.
واتسم فصل الشتاء الماضي بانخفاض في نسب كميات الأمطار أثرت على المزروعات في المحافظة.
وأضاف أحمد أن هطول المطر يغنيه عن السقاية، وفي حال الاضطرار لذلك، تكون نسبة استهلاك المياه خفيفة بعد هطول كميات وافرة.
ويتوقع المزارع أن يحسّن هطول المطر من منسوب الآبار، الذي تراجع في معظم مناطق درعا خلال فصل الصيف الماضي.
وتعرضت سدود عابدين وسحم وتسيل وسد غربي طفس للجفاف مبكرًا لعدم هطول الأمطار، كما لم تعد بحيرة زيزون وعيون الساخنة وبحيرة المزيريب للجريان، إذ كانت تعود خلال فصول الشتاء الماضية ويستخدم فائض مياهها لتغذية السدود.
كما تراجع منسوب مياه ينابيع عين ذكر والصافوقية والأشعري، التي تُعد مصدرًا رئيسًا لمياه الشرب، ويُستخدم فائضها للزراعة.
مربو المواشي في انتظار المراعي
أحمد شهاب، وهو مربي مواشٍ، اضطر لبيع 400 رأس من الأغنام بعد جفاف الموسم الماضي وعدم قدرته على شراء الأعلاف.
وقال أحمد لعنب بلدي، إنه يفكر في شراء الأغنام مجددًا حال نبتت المراعي بعد هطول المطر.
وحول أهمية المراعي، قال إنها تخفف من تكلفة التغذية بالعلف والتبن، حيث بلغ سعر كيلو التبن 4500 ليرة سورية (نحو 0.38 دولار أمريكي)، متجاوزًا سعر كيلو الشعير الذي بلغ 3800 ليرة سورية (نحو 0.32 دولار).
وأضاف أحمد أن ارتفاع سعر التبن يعود لجفاف الموسم الماضي، إذ لم تصل محاصيل القمح والشعير لمرحلة الحصاد، مشيرًا إلى أن سعر كيلو التبن لم يتجاوز 1000 ليرة سورية، أي نحو (0.08 دولار) في المواسم السابقة.
وقال إن حركة السوق تجبر بعض المربين على البيع لتوفير ثمن الأعلاف والتبن، مما يفرض عليهم القبول بأسعار متدنية نوعًا ما.
وفي حال هطلت الأمطار وكثرت المراعي، يمكن للمربي الاستغناء عن الأعلاف والتبن أو الاقتصاد في استخدامها، وبالتالي قد يتحسن سعر المواشي لأن المعروض يصبح أقل مقارنة بالوقت الحالي.
من جهته، صرح مدير مديرية الصحة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، عبد الحي اليوسف، لعنب بلدي، بأن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على قطاع الثروة الحيوانية منذ بداية العام الحالي، بعد خروجه من حرب دامت 14 عامًا أدت إلى تدهوره وتدميره، وهو قطاع اقتصادي مهم في سوريا.
وأشار اليوسف إلى أن وزارة الزراعة، ممثلة بمديرية الصحة والإنتاج الحيواني، تسعى لتطوير هذا القطاع.
وبدأ قطاع تربية المواشي في الجنوب السوري بالتعافي التدريجي بعد عام 2018، لكنه واجه تحديات متمثلة في غلاء مكونات التربية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
كما أدى ارتفاع سعر اللحوم إلى ذبح إناث المواشي، بما فيها الأبقار، مما أثر سلبًا على حجم القطيع.
ووفقًا لإحصائيات دائرة الصحة الحيوانية في درعا، بلغ عدد قطيع الأبقار 43,264 رأسًا، وعدد الغنم 779,139 رأسًا، وعدد الماعز 119,054 رأسًا.













0 تعليق