نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لا ينصح لأصحاب القلوب الضعيفة..!, اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025 04:22 صباحاً
الأشخاص ذوو الحساسيات المفرطة، الذين يتأثرون بالمواقف العاطفية والمخاطر بشكل أكبر من غيرهم، ويخضع تصرفهم لمزيج من العوامل النفسية والاجتماعية والدينية.. باختصار أصحاب القيم والمبادئ من يواجهون تحديا كبيرا في تقبل الواقع المتغير ويمارسون حياتهم بالكثير من الشفافية والصدق.. تنبع ردود أفعالهم من رهافة الحس ومراعاة المشاعر، نتيجة لتربية صحيحة أو طباع شخصية في الفرد.
هم ليسوا ضعفاء، بل أشخاص يتمتعون بحساسية مفرطة تؤثر في سلوكهم ونفسياتهم، وهي من وجه نظر الغالبية ميزة جيدة، فالقلب الرقيق هو نعمة ووسيلة للاتصال بالله والتعاطف مع الآخرين، إنما يجب أن يحفظ بتوازن واعتدال ليظل مصدرا للخير والرحمة والسعادة الداخلية، وأن يقوى على مجابهة صراعات الحياة المختلفة.. دون أن يمس جوهره.. وهي معادلة صعبة أن نبقي على ذلك الجوهر من التلف بعد أن نرمي بصاحب هذا القلب في معترك الحياة التي أصبحت تميل للمادية أكثر.
من منظور البعض أن في سياق التجارة هذا الضعف يجعل صاحب القلب عرضة لاتخاذ قرارات غير عقلانية، وربما خسائر مادية، لأنه لا يستطيع الفصل بين المشاعر والمصلحة العملية، فقد قال أحدهم «القلوب الضعيفة ما لها مكان في السوق، التجارة مصلحة، والمصلحة عقل وشطارة وفرص، والتاجر الشاطر يترك قلبه في بيته ويخرج للسوق بقروشه بس».. سواء اتفقت مع تلك المقولة أم اختلفت.. فإن السواد الأعظم من الناس ينظر إلى الأمر من ذلك المنظور، وإن كان استخدم في الوصف عبارات أقل وطأة على النفس من تلك العبارة.
عندما نتحدث عن «القلوب الضعيفة» في سياق التجارة، فإننا نشير إلى الأفراد أو المستثمرين الذين تتأثر قراراتهم بسرعة بالعواطف، دون القدرة الكافية على التماسك العقلي أو التفكير العقلاني الكامل، من منظور الاقتصاد العاطفي والسلوكي، يمكن تحليل تأثير المشاعر على قرارات التجارة على أنه مجموعة من مشاعر الخوف والتفاؤل المفرط والغضب والإحباط.. في مجمله مجموعة من المشاعر المتناقضة.
ما عليك..! مجموعة من الصدمات في التجارة تجعل من تلك المشاعر في عداد الموتى، ويظهر لنا تاجر جديد يتعامل مع المحيط على أنه غابة البقاء فيها للأقوى.
التجارة في العصر الحديث تواجه مجموعة معقدة من التحديات نتيجة التطورات التكنولوجية، العولمة، وتحولات المجتمع والقوانين، مع مراعاة تأثيرها على الشركات والعملاء والمجتمع.
هل تستطيع التجارة الحديثة إيجاد توازن دقيق بين الربح والمسؤولية الاجتماعية، مع دمج القيم الأخلاقية في جوهر التجارة..؟ هناك شركات استطاعت مواجهة هذه التحديات بفعالية واستفادت من ذلك في تحسين سمعتها، وتعزيز ثقة العملاء، والمساهمة في المجتمع باستدامة، وتطلب منها لتحقيق ذلك الإجراءات العملية لتعزيز الشفافية، الالتزام بحقوق الإنسان، الإدارة المسؤولة للبيئة والموارد، وتبني استراتيجية رقابة أخلاقية في استخدام التكنولوجيا.. وغيرها من العوامل التي تجعل التجارة تأخذ منظورا يتوافق مع أصحاب القلوب الضعيفة، فهي تنادي بما يحملونه من صفات قد يعتقد البعض أنها تخرجهم من السوق.
في النهاية الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة حتى تصبح جزءا من المنظومة الاقتصادية تحتاج إلى ارتداء حرفية ملاكم يستطيع بها تجنب الضربات، وبراعة لاعب شطرنج يحسن اتخاذ الخطوات القادمة، وقلب واعظ يسير وفق القيم.
فإن لم تملك ذلك.. افسح مجالا للآخرين وابق مع من يحبونك قبل أن تفقد.
eman_bajunaid@
















0 تعليق