اتهمت الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء الجيش الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو/أيار، غالبيتهم كانوا بالقرب من مواقع توزيع المساعدات، فيما تثير المشاهد الصادمة للجائعين والأجساد النحيلة للرضع والأطفال المزيد من ردود الفعل، وقال الأمين العام للأمم المتحدة، إن المجاعة تقرع كل الأبواب وأهوالها «لا مثيل لها في التاريخ الحديث»، ولا تستنثي أحداً.
على الرغم من تزايد التحذيرات الأممية، تواصل إسرائيل التنكيل بالقطاع المحاصر مع ارتفاع حالات الوفيات والإصابة بسوء التغذية الحاد والمزمن، جراء الجوع والعطش في القطاع المنكوب، وتعددت الفيديوهات والصور والشهادات التي توثق وفاة عدد من الأطفال والبالغين.
وفي اليوم ال655 للحرب العدوانية، واصل الجيش الإسرائيلي القتل الجماعي للباحثين عن الطعام والنازحين، وسط شهادات مروعة من القطاع عن الجوع الذي يفتك بالناس. وأعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل 15 وفاة بينها 4 أطفال بسبب المجاعة بين يومي الاثنين والثلاثاء، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 101 وفاة، بينهم 80 طفلاً، بينما قالت مصادر في مستشفيات غزة إن 63 فلسطينياً، على الأقل، قتلوا بينهم 26 من منتظري المساعدات.
وقال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، أمس الثلاثاء، إن «21 طفلاً توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة» في مختلف مناطق قطاع غزة. وأعرب أبو سلمية عن تخوّفه قائلاً «(نحن) مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة»، مشيراً إلى أن «900 ألف طفل في غزة يعانون الجوع، 70 ألفاً منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية».
وأكدت منظمة «اليونيسيف» أن المجاعة تنتشر في غزة، وأن مستويات سوء التغذية القاتلة بين الأطفال وصلت إلى درجات كارثية، في ظل نقص حاد في الغذاء، وندرة المياه النظيفة، وصعوبات كبيرة في إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال المجلس النرويجي للاجئين، أمس الثلاثاء، إن مخزوناته من المساعدات استنفدت بالكامل في قطاع غزة، حيث يعاني بعض موظفيه حالياً الجوع متهماً إسرائيل بعرقلة أنشطته.
وقال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس في مقابلة أجرتها معه «رويترز» عبر الفيديو من أوسلو «وزعنا آخر خيمة لدينا وآخر طرد غذائي وآخر مواد إغاثة. لم يتبق شيء».
وتتوافق تعليقات المجلس مع تصريحات أدلى بها المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في وقت سابق أمس، والذي قال إن موظفي الوكالة يصابون بالإغماء، أثناء تأدية واجبهم في قطاع غزة، بسبب الجوع والإرهاق. ويقول المجلس النرويجي للاجئين إنه لم يتمكن منذ 145 يوماً من إدخال مئات الشاحنات التي تحتوي على الخيام والمياه والمواد الغذائية والتعليمية إلى غزة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأهوال التي يشهدها قطاع غزة «لا مثيل لها في التاريخ الحديث».
وقال غوتيريش، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، «تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب».
وأضاف «الآن نشهد احتضار نظام إنساني قائم على المبادئ الإنسانية». ورأى الأمين العام أن النظام القائم على المبادئ الإنسانية «يُحرم الشروط اللازمة لعمله. ويُحرم المساحة اللازمة للتحرك. ويُحرم الأمن اللازم لإنقاذ الأرواح». وأضاف «مع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية وإصدار أوامر تهجير جديدة في دير البلح (وسط)، يتفاقم الدمار».
وفي الساعات الأولى من فجر، أمس الثلاثاء، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد استهدافه خيام نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين.
وأعلنت السلطات الصحية، أمس، مقتل 77 فلسطينياً وإصابة 376 آخرين خلال 24 ساعة من جراء استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة على قطاع غزة، لترتفع بذلك الحصيلة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 59106 قتلى و142511 إصابة.
وفي سياق متصل، قال المركز الفلسطيني للمفقودين والمخفيين قسراً، أمس الثلاثاء، إن الاختفاء القسري في قطاع غزة، يتزايد مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال المركز في بيان إن عدداً من الحالات سجلت في شمال وجنوب القطاع، منها 3 في شمال غزة في اليومين الماضيين بعد خروج مواطنين لتفقد منازلهم المدمرة. وأشار المركز إلى أن بعض المفقودين في منطقة زيكيم تمكنوا من العودة لاحقاً، في حين لا تزال جثث أخرى غير منتشلة في مناطق المواجهة، ما يزيد غموض مصير عشرات المدنيين.
ووفقاً لإحصاءات المركز فإن ما لا يقل عن 49 فلسطينياً اختفوا منذ 27 مايو الماضي في محيط نقاط توزيع المساعدات. (وكالات)
إسرائيل تنكل بقطاع غزة.. والمجاعة تطرق كل الأبواب

إسرائيل تنكل بقطاع غزة.. والمجاعة تطرق كل الأبواب
0 تعليق