تشهد تركيا موجة حرائق غابات عنيفة، دفعت السلطات إلى تنفيذ عمليات إجلاء واسعة قرب مدينة بورصة، رابع أكبر مدن البلاد، وسط صعوبات في السيطرة على النيران بفعل الرياح والحر الشديد، فيما تجاوزت درجات الحرارة في العراق 51 درجة مئوية في بغداد ومحافظات جنوبية، في ظل أزمة متفاقمة بسبب الجفاف وانقطاع الكهرباء.
وواصلت فرق الإطفاء التركية، أمس الاثنين، لليوم الثالث على التوالي، جهودها لمواجهة أربعة حرائق ضخمة تهدد مناطق مأهولة شمالي وغربي البلاد، أبرزها الحريق المستعر في ضواحي مدينة بورصة الصناعية، وسط موجة حر غير مسبوقة، تسببت بحرائق إضافية وحالات نزوح في عدة مناطق.
وقال وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماكلي، إن النيران لا تزال مشتعلة في بورصة، وكارابوك شمالاً، وكهرمان مرعش جنوباً، مؤكداً أن الرياح العاتية والحرارة المرتفعة تعيقان السيطرة على الحرائق وتحدّان من فاعلية التدخل الجوي.
وأوضح الوزير أن «خمس بؤر حرائق تمت السيطرة عليها في أربع محافظات»، مضيفاً أن «قوة الرياح وكثافة النيران تعيق إخماد الحرائق المتبقية»، مشيراً إلى أن «قدرة الدولة على الاستجابة تكون أحياناً محدودة في كوارث بهذا الحجم».
ووفقاً للوزير، تم نشر أكثر من 850 مركبة، وست طائرات وأربع مروحيات، في منطقة بورصة وحدها، كما شارك أكثر من 2,300 عنصر إطفاء وإنقاذ في جهود مكافحة النيران. وأجلي أكثر من 3,500 شخص من محيط المدينة، فيما غادر أكثر من 1,800 شخص منازلهم في ولاية كارابوك، التي تغطي الغابات نحو 72% من مساحتها.
وامتدت ألسنة اللهب لعشرات الكيلومترات في مناطق وعرة بكارابوك، ما زاد من صعوبة المهمة أمام فرق الإطفاء، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
وفي العراق المجاور، اجتاحت موجة حر مماثلة البلاد، حيث أعلنت هيئة الأنواء الجوية، أمس الاثنين، أن درجات الحرارة بلغت 51 درجة مئوية في بغداد وعدة محافظات جنوبية، في واحدة من أكثر السنوات جفافاً منذ عقود، وفق ما أكدت وزارة الموارد المائية.
وشهدت محافظات البصرة وميسان وذي قار ارتفاعاً لافتاً في درجات الحرارة، في وقت تعاني فيه مناطق الجنوب انقطاعاً مزمناً في الكهرباء وشحاً في المياه. كما خرج المئات في تظاهرات احتجاجية في مدن وسط البلاد، مطالبين بتحسين الخدمات، وأغلقوا طرقاً وأشعلوا إطارات.
ووفق بيان رسمي، لا يتجاوز الخزين المائي الحالي للعراق 8% من إجمالي القدرة التخزينية. وتعدّ الأمم المتحدة العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، حيث تتكرر مواسم الجفاف وتتفاقم آثارها عاماً بعد عام.
0 تعليق