أعرب الكرملين، أمس الثلاثاء، عن أسفه لما وصفه ب«تباطؤ» مسار تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يزال «ملتزماً» بالتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، وذلك في وقت أسفرت فيه ضربات روسية جديدة عن مقتل ما لا يقل عن عشرين شخصاً، بحسب السلطات الأوكرانية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، إن «هناك تباطؤاً فعلياً في العلاقات مع واشنطن»، مضيفاً أن بلاده «مهتمة بدينامية أفضل في هذا المسار»، رغم ما وصفه بالتصعيد الأمريكي المتجدد، في إشارة إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقليص المهلة الممنوحة لموسكو لإنهاء الحرب من خمسين إلى «10 أو 12 يوماً»..
وأكد بيسكوف أن روسيا «أخذت علماً بتصريحات ترامب»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «العملية العسكرية الخاصة مستمرة، بالتوازي مع التزام موسكو بعملية سلام تضمن مصالحها الاستراتيجية».
ميدانياً، أعلنت كييف مقتل 25 شخصاً، بينهم امرأة حامل و15 سجيناً، وإصابة نحو 50 آخرين في ضربات روسية ليلية طالت مناطق متفرقة، أبرزها منطقة زابوريجيا، التي استُهدف فيها سجن بيلينكيفسكا.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة، إيفان فيدوروف، إن ثماني ضربات استهدفت زابوريجيا، إحداها أصابت السجن، ما أسفر عن مقتل 16 نزيلاً وإصابة 43 آخرين. وأظهرت صور نشرتها وزارة العدل الأوكرانية حطاماً متناثراً ونوافذ محطمة، مع تأكيدها أن السجن بقي آمناً من ناحية احتمالات الهروب.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضربة، واصفاً إياها ب«المتعمدة»، مشيراً إلى أن «القوات الروسية كانت تدرك تماماً أنها تستهدف مدنيين في منشأة احتجاز».
وأكد مسؤول أوكراني كبير أن السجن كان يضم 274 محتجزاً جميعهم أوكرانيون، ولم يكن بين نزلائه أي أسير حرب روسي. كما اعتبر أمين المظالم الأوكراني دميترو لوبينتس أن الضربة تمثل «جريمة حرب». 
ونفى المتحدث باسم الكرملين استهداف مواقع مدنية، مؤكداً أن «الضربات الروسية طالت فقط منشآت عسكرية أو مرتبطة بالبنية التحتية للجيش».
وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن الدفاعات الجوية أسقطت 32 من أصل 37 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا، إضافة إلى صاروخين. وأسفرت الضربات عن مقتل ستة أشخاص في خاركيف، وثلاثة آخرين في دنيبروبيتروفسك، بينهم امرأة حامل، حيث تعرض مستشفى لأضرار مباشرة. 
من جانبه، كتب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، على منصات التواصل أن «نظام بوتين، الذي يواصل توجيه تهديدات حتى ضد الولايات المتحدة عبر أبواقه، يجب أن يُواجه بعقوبات اقتصادية وعسكرية تفقده القدرة على مواصلة الحرب».(وكالات)