أبو عبيدة.. بطل فلسطيني في الذاكرة الوطنية

الشرق السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

26

31 ديسمبر 2025 , 07:00ص
alsharq

أبو عبيدة ملهم الفلسطينيين في معركتهم مع الاحتلال

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

يزخر التاريخ النضالي الفلسطيني بالعديد من الرموز الوطنية، لكن ما من كلمة تتردد اليوم على ألسنة الفلسطينيين أكثر من «أبو عبيدة» والمقصود هنا، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجهاز العسكري لحركة حماس والذي أعلنت الحركة استشهاده في خضم الحرب العدوانية على قطاع غزة.

ومنذ اليوم الأول لمعركة «طوفان الأقصى» فرض أبو عبيدة نفسه كرمز وبطل فلسطيني، يتابعه الفلسطينيون بشغف، ويترقبون إطلالته، بحسبانه ملهمهم للصمود في وجه آلة الحرب والعدوان الاحتلالية، فيطل كنجم برّاق في سماء غزة، وإن بدت ملبدة بسحب الدخان، الناتجة عن تدمير المنازل والمنشآت.

ولا غرابة في أن يصبح من بات أشهر ناطق عسكري، محط إعجاب الفلسطينيين، والمؤيدين للحق الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في الوطن العربي، فيشدهم بسلاسة عباراته، وكلماته التي تتدفق حيوية، وأسلوبه الملامس للقلوب، كجدول ماء ينساب على الأرض بعذوبة.

في فلسطين، ينظرون لـ «المُلثّم» كما يحلو لهم أن يسمّوه، كرمز للمقاومة، ويرون فيه كل شيء حسن وجميل، فهو حسب وصفهم متحدث لبق، ولا يتهيب من الظروف المرافقة لظهوره، كقساوة العدوان ووحشيته، أو أعداد الضحايا والشهداء، حيث يبدو واثقاً من تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني.

يقول إعلاميون فلسطينيون عبر منصاتهم الرقمية، إن أكثر ما كان يشدهم في خطابات «أبو عبيدة» أنه واثق من نفسه، ومن قدرات أبناء شعبه، كما أنه متدفق العطاء، وفي الوقت الذي كانت تنزف فيه دماء الفلسطينيين بغزارة في غزة، يظهر «الملثم» ليمنحهم الأمل، فيعضوا على جراحهم بالنواجذ، ويسطروا أروع ملاحم الصبر والعطاء والصمود.

ولم يحظ أي من القادة والمسؤولين الفلسطينيين، بمتابعة واهتمام، ونسبة مشاهدات عالية، كما هو الحال مع أبو عبيدة، فقد دخل كل بيت فلسطيني، وبسرعة «الصاروخ» شق طريقه إلى قلوب الفلسطينيين على اختلاف ألوانهم وتموجاتهم السياسية، بما في ذلك الأطفال، الذين أصبحوا يقلدونه في كل شيء، خطاباته، وكوفيته، وحركاته. وفي أذهان الفلسطينيين، لم يعد أبو عبيدة مجرد ناطق عسكري باسم كتاب القسام، إذ أصبح أيقونة نضالية، وظاهرة شعبية، وفي كل المسيرات والتظاهرات الفلسطينية، تهتف باسمه الحناجر، ويتردد اسمه في الأغاني والأهازيج الوطنية. 

وجرت العادة أن يطل أبو عبيدة في خطاباته ملثماً بكوفية حمراء، أسوة بالقائد القسامي السابق عماد عقل، ومرتدياً الزي العسكري لكتائب القسام، ليعطي موقفاً حيال قضية معينة، أو ربما مفاجأة للعدو، وأهم ما كان يميزه أنه لا يظهر، إلا إذا كان لديه جديد يقوله.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق