يبحث باريس سان جيرمان الفرنسي، عن تحقيق التوازن بين إضافة لقب جديد إلى موسمه التاريخي الذي شهد تحقيق حلمه الأكبر بإحراز دوري أبطال أوروبا لأول مرة، وعدم المخاطرة بصحة لاعبيه بعد موسم طويل وشاق، وذلك حين يخوض غداً نهائي مونديال الأندية لكرة القدم بحلته الجديدة الموسعة في مواجهة تشيلسي الإنجليزي.
وعكس المدرب الإسباني للنادي الباريسي لويس إنريكي المخاوف من تأثير الجهد البدني الكبير، بالقول في 28 يونيو: «بدأ موسمنا في 14 يوليو 2024، وإذا وصلنا إلى النهائي، سيكون موسمنا من 365 يوماً»، وبالفعل، وصل سان جيرمان إلى النهائي بفوزه الساحق على العملاق الإسباني ريال مدريد 4-0 في نصف النهائي.ويقف سان جيرمان الآن على بعد مباراة واحدة من إضافة لقب مونديال الأندية، مع إدراكه بأن المجهود الإضافي الاستثنائي لهذا الموسم قد يترك أثره في اللاعبين أو حتى قد يهدد صحتهم قبل أسابيع قليلة من انطلاق الموسم الجديد.
بأي ثمن؟
ورغم دعمه لهذه البطولة الجديدة، دأب إنريكي على التذكير بأثر الروزنامة المزدحمة على اللاعبين الذين بدأوا موسمهم قبل عام في صيف 2024.
ويواصل سان جيرمان بجميع أعضائه التعبير عن الرغبة في «صناعة التاريخ» أكثر فأكثر، لكن بأي ثمن؟.
بدا جلياً ورغم الاندفاع الكبير في الفوز الساحق على ريال مدريد في نصف النهائي، أن الإرهاق البدني والذهني بدأ يشق طريقه إلى لاعبي إنريكي.
قال الإسباني فابيان رويز الذي سجل هدفين الأربعاء في مرمى النادي الملكي: «الحقيقة هي أن الأمور أصبحت أصعب قليلاً في هذه المرحلة من الموسم».ويدرك إنريكي ولاعبوه أنه بعد رحلتهم المونديالية في الولايات المتحدة، سيجدون أنفسهم سريعاً أمام استحقاقات قادمة، أولها في 13 أغسطس حين يخوضون الكأس السوبر الأوروبية ضد توتنهام الإنجليزي بطل «يوروبا ليغ» في أوديني الإيطالية.
ذلك يعني، أن اللاعبين سيحصلون على فترة راحة قصيرة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع بعد النهائي ضد تشيلسي.
وسيحاول سان جيرمان جاهداً ألا يفوت عليه فرصة الفوز بالكأس السوبر، حتى وإن كان اللقب «صغيراً» مقارنة بالألقاب الأخرى، قبل أن يبدأ بعدها بأربعة أيام فقط مشواره في الدوري على أرض نانت، وبعد ذلك سيشارك سان جيرمان في بطولة إنتركونتيننتال، وهو ما يجعل الفريق على موعد مع رقم قياسي بالفوز ب7 بطولات مرتبطة بموسم واحد، بعد الدوري والكأس والسوبر الفرنسي، ودوري الأبطال.
وإدراكاً منهما أنه من غير المعقول تجاوز الحدود البدنية والذهنية، وحرصاً على مكافأة اللاعبين على موسمهم القياسي، أدركت إدارة سان جيرمان والجهاز الفني بقيادة إنريكي بسرعة أهمية فترات الراحة.
وسبق للمدرب الإسباني أن أدار مسألة إراحة اللاعبين خلال الموسم المنصرم، وسيكرر الأمر ذاته في الموسم القادم، وقد صرح بأنه وجهازه الفني يسجلون بدقة متناهية وقت لعب كل لاعب بهدف تنظيمه، حتى وإن كان ذلك يشكل عملياً تحدياً يومياً.
وفي فبراير، قال إنريكي: «إنها تتريس (لعبة فيديو على شكل أحجية) بكل وضوح. يمكننا التخطيط للأمور، لكن سيكون من المحتمل وجود اثنين من اللاعبين في قائمة المصابين، وآخر موقوف.. يجب أن يبقى الوضع مفتوحاً، سنُدير وقت لعب الجميع، لكن الأمر سيكون صعباً».
وخلال مونديال الأندية، كانت المقاربة مختلفة بعض الشيء، حيث اقتصرت المداورة على مباراة بوتافوجو البرازيلي في دور المجموعات، وكانت فشلاً ذريعاً إذ هزم الفريق 0-1 مع فرص قليلة للتسجيل.
0 تعليق