في الصباح يدخل طلابنا إلى المدرسة حاملين آمالهم وأفكارهم، يدخلون الى الصرح الذي يمثل لهم الامان والانتماء والعائلة الثانيه ..لكن يدخل بعضهم وهم يحملون قلقًا خفيًا لا علاقة له بالتعليم بل بما يرتدونه.. فبين من يرتدي زي المدرسه بطابع خاص به يتماشى مع آخر ماتوصلت اليه الموضه، ومن لا يملك إلا القليل، تتشكل فجوة صامتة ..لكنها مؤذية..!

هنا تظهر أهمية الزي المدرسي الموحد اضافه الى اعتماد الزي الوطني تحديداً الذي اقرته وزارة التعليم بتعميم مفصل مؤخراً ..

قد يبدو للبعض قرارًا عادياً شكليًا، لكنه يحمل جوهره ابعاداً تربوية فعّالة..

عندما يرتدي الطالب زيًا وطنيًا موحدًا يعكس هوية بلده فإن ذلك يزرع في نفسه الشعور بالفخر والانتماء للوطن.. فالزي الوطني لا يعبّر فقط عن مظهر متشابه، بل عن قيم مشتركة، وتاريخ عريق، ووحدة مجتمعية تعزز الولاء والانضباط داخل المدرسة وخارجها

بالزي الموحد نحقق المساواة بين الطلاب، فيزيح عنهم عبء المقارنة ،كما يفرض الانضباط ويقلل التشتت البصري داخل الصرح المدرسي، ويعطي المؤسسة التعليمية طابعًا تربوياً يتسم بالنظام والترتيب، ويزرع في نفوس الطلاب روح الالتزام والانتماء إنهم لا يمثلون أنفسهم فقط، بل يمثلون وطنهم ومدرستهم ايضاً وهويتها، ورسالتها ..

وهو خطوة استراتيجية نحو ترسيخ قيم المواطنه، وتحقيق بيئة تعليمية عادلة ومنضبطة.

فبقدر ما يوحّد هذا الزي ملابس وشكل الطلاب، فإنه ايضاً يوحّد قلوبهم على حب وطنهم..

اما عن اختيار اللون البيج للزي الطالبات تحديداً فهو دلاله ترمز الى الوان الرمل والصحراء لذلك فهو مرتبط بالموروث الثقافي للمملكه ،كما انه من الالوان الهادئة التي لاتسبب تشتت بصري داخل الصفوف..

وعن اهميه القرار ترى المعلمه التربويه ملاك عبدالله من مدارس ابن خلدون -ان القرار يحمل بعداً عميقاً عندما يرتبط الطالب بلباس يمثل ثقافة بلده فهو يربي داخله الانتماء والانضباط في وقت واحد..

وعلى الجانب الآخر يحدثنا مشتاق محمد مدير محل مريول بنت البلد_ان القرار جيد ولكن يدعو الوزاره الى التدرج بالتطبيق حيث ان لديهم مخزون كبير من الزي القديم ..

ختاماً فبقدر مايساوي الزي الوطني والموحد شكل الطلاب فهو سيوحد قلوبهم على حب وطنهم وتقديم الالتزام تجاه مدرستهم .