كأس العرب يضع لاعبين سوريين على “رادار” الأندية العربية

عنب بلدي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عنب بلدي – محمد ديب بظت

لم ينهِ المنتخب السوري رحلته في بطولة كأس العرب عند الدور ربع النهائي، إذ فتحت مشاركته بابًا أوسع لتقييم حضور اللاعبين السوريين خارج إطار المنافسة المباشرة، ووضعهم على “رادار” الأندية العربية بهدف استقطابهم.

مع نهاية البطولة، بدأ أثر المشاركة ينعكس على صورة اللاعبين في السوق العربية، سواء من حيث المتابعة الإعلامية أو القيمة السوقية، مع عودة أسماء سورية إلى دائرة الاهتمام، لا سيما في الخليج.

وبرز خلال البطولة عدد من اللاعبين الذين شكلوا نقاط ارتكاز أساسية في تشكيلة المنتخب، يتقدمهم المهاجم عمر خريبين، ولاعب الوسط محمد الصلخدي، وحارس المرمى إلياس هدايا، إذ ارتبط تألقهم الميداني بارتفاع أو تثبيت قيمتهم السوقية، وفق آخر تحديثات موقع “ترانسفير ماركت”.

ارتفاع قيمة

محمد الصلخدي، لاعب نادي فارنامو السويدي، كان من بين الأسماء التي لفتت الانتباه خلال البطولة، بعدما أظهر ثباتًا في الأداء وقدرة على التحكم بإيقاع وسط الملعب، ما انعكس على قيمته السوقية التي بلغت نحو 300 ألف يورو.

ويُنظر إلى الصلخدي كأحد اللاعبين الشباب الذين استفادوا من البطولة في تعزيز حضورهم الدولي، خصوصًا مع عامل العمر وإمكانية التطور خلال المواسم المقبلة.

في مركز حراسة المرمى، شكّل إلياس هدايا أحد أبرز عناصر المنتخب خلال البطولة، بقيمة سوقية وصلت إلى 600 ألف يورو.

الحارس، الذي ينشط مع نادي ساندفيورد فوتبول النرويجي، كان حاضرًا في اللحظات الحاسمة، ونجح في الحد من فرص خطيرة خلال المباريات التي شارك فيها لا سيما أمام المنتخب المغربي، ما عزز صورته كحارس قادر على التعامل مع ضغط المباريات الكبرى.

متابعة عربية

لم يتوقف الاهتمام بهدايا عند حدود الأداء الفني، إذ دخل اسمه دائرة التداول الإعلامي العربي، بعدما رشحه أسطورة نادي الهلال السعودي السابق سامي الجابر، خلال لقاء تلفزيوني، للانتقال إلى أحد أندية دوري “روشن” السعودي، ضمن قائمة من اللاعبين الذين تألقوا في كأس العرب.

هذا الترشيح عكس حجم المتابعة التي حظي بها الحارس السوري، وأعاد فتح الحديث عن إمكانية انتقاله إلى تجربة احترافية جديدة في الدوري السعودي.

ولم يقتصر الإشادة بأداء هدايا والصلخدي على المتابعة الإعلامية العربية، حيث نوه المدرب السوري نزار محروس، خلال حديثه لعنب بلدي، إلى مستوى اللاعبين خلال البطولة، معتبرًا أن الحارس إلياس هدايا شكّل مكسبًا حقيقيًا للمنتخب السوري بما قدمه من ثبات وتصديات مؤثرة.

وعلى الرغم من بروز عدد من اللاعبين الشباب وارتفاع قيمتهم السوقية بعد المشاركة اللافتة في كأس العرب، بما يبرز صعود أسماء جديدة قادرة على لفت أنظار الأندية العربية، شهدت قيمة مهاجم المنتخب السوري ونادي الوحدة الإماراتي، عمر خريبين، تراجعًا طفيفًا لتصبح 4.5 مليون يورو بعد أن كانت خمسة ملايين في آخر تحديث سابق.

ومع ذلك، بقي خريبين متصدرًا قائمة أغلى اللاعبين السوريين، محافظًا على موقعه كأبرز الأسماء من حيث القيمة السوقية، رغم التغيرات التي طرأت على تقييم لاعبين آخرين بعد البطولة.

مواهب قادرة على النمو

أسهمت المشاركة بكأس العرب في منح اللاعبين السوريين مساحة أوسع لإثبات جاهزيتهم، حيث أظهر المنتخب قدرة على التنظيم الدفاعي والتحولات السريعة في بعض المباريات، وهو ما انعكس بشكل فردي على عدد من اللاعبين، رغم استمرار الملاحظات المتعلقة ببناء الهجمة والعمل الجماعي في الخط الأمامي.

كما أتاحت البطولة منصة جماهيرية وإعلامية واسعة، جعلت اللاعبين السوريين تحت مجهر المتابعة من قبل أندية عربية، خصوصًا تلك التي تبحث عن عناصر قادرة على الاندماج ضمن منظومات تكتيكية منضبطة وتحمل ضغط المنافسات الكبرى.

من الناحية الاقتصادية، تبدو كأس العرب عاملًا محفزًا في رفع أو تثبيت القيمة السوقية لبعض اللاعبين، دون أن تكون العامل الوحيد في عملية التقييم، فالاحتراف الخارجي، والخبرة الدولية، والاستمرارية في الأداء، والحضور مع المنتخب، جميعها عناصر تلعب دورًا في تحديد موقع اللاعب داخل سوق الانتقالات.

كشفت مرحلة ما بعد كأس العرب أن لاعبي المنتخب السوري، وفي مقدمتهم الصلخدي وهدايا، بات ينظر إليهم ليس فقط كعناصر فنية داخل الملعب، بل كمواهب قابلة للنمو والاستثمار، مع فرص مفتوحة لتعزيز حضورهم في السوق العربي خلال المرحلة المقبلة، إذا ما استمروا في تقديم مستويات مستقرة على مستوى الأندية والمنتخب.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق