محليات

148

❖ الدوحة - قنا

كشف اللواء الركن راشد محمد الهاجري، قائد قوات الشرطة العسكرية والمنسق العام للعرض العسكري، عن تفاصيل المسير الوطني، مشيدا بالمستوى المتقدم الذي خرج به العرض هذا العام، وما تضمنه من مفاجآت وتنظيم دقيق عكس الجاهزية العالية للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

وتقدم اللواء الركن الهاجري، في مستهل تصريحاته، بالتهنئة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإلى سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، حفظهم الله ورعاهم، وإلى الشعب القطري بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، مشيراً إلى أن المسير سار وفق السيناريو المعد مسبقاً، ومتمنياً دوام الأمن والأمان في ظل القيادة الرشيدة. 

وأوضح أن عدد المشاركين في المسير فاق أعداد الأعوام السابقة، لافتا إلى أن مدة العرض بلغت 49 دقيقة.

وبين أن من أبرز ملامح المسير الوطني هذا العام، المشاركة الواسعة للقوات الشقيقة والصديقة، حيث شاركت قوات من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتركيا، إلى جانب سلطنة عُمان والمملكة الأردنية الهاشمية، في سابقة تُعد الأولى من نوعها بمشاركة ست دول دفعة واحدة، ما أضفى زخماً خاصاً على العرض.

وأشار إلى أن المسير تضمن استعراض تشكيلات جديدة في القوات الجوية، ومعدات انضمت حديثاً إلى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، لافتاً إلى إدخال طائرات الدرون المخصصة للإطفاء التابعة للدفاع المدني، والتي تُستخدم في مكافحة حرائق الأبراج والعمارات العالية، باعتبارها من التقنيات الحديثة التي تعزز منظومة السلامة.

ونوه اللواء الركن الهاجري، بعرض معدات جديدة في القوات البرية والدفاع الجوي، موكداً أن جميع القطاعات العسكرية والأمنية حرصت على استعراض أحدث ما توصلت إليه الصناعات والتقنيات العسكرية.

وفيما يتعلق بالإقبال الجماهيري، أوضح أن الحضور كان غير مسبوق، حيث توافد المواطنون والمقيمون منذ ساعات الفجر الأولى، ما أدى إلى ازدحام كبير حال دون تمكن بعض الراغبين من الحضور، مبيناً أن المسير عاد هذا العام بحلة جديدة بعد توقف دام ثلاث سنوات، الأمر الذي زاد من شغف الجمهور وتفاعله.

وأشار إلى أن التحضيرات للمسير الوطني بدأت منذ مطلع شهر أكتوبر الماضي، عبر بروفات مكثفة شملت تدريبات المشاة وبروفات خاصة باليوم الوطني، لضمان خروج العرض بأفضل صورة ممكنة.

وقال: "إن العرض حمل طابعاً مختلفاً مقارنة بالنسخ السابقة، وشهد تقديم آليات ومعدات جديدة تظهر للمرة الأولى أمام الجمهور، إلى جانب زيادة ملحوظة في أعداد المشاركين سواء من القوة البشرية أو المعدات، مقارنة بالأعوام الماضية".

 وعبّر المنسق العام للعرض العسكري، في ختام تصريحاته، عن اعتزازه بنجاح المسير الوطني وما حمله من رسائل فخر ووحدة وتلاحم.

من جانبه، أكد العقيد الركن فيصل المناعي، قائد مركز العروض والمسير الوطني العسكري، أن المسير لهذا العام جاء بصورة متميزة واستثنائية، حيث تضمن عدداً من الفقرات المستحدثة التي تشارك للمرة الأولى، مشيراً إلى أن هذا التميز الذي تحقق بعد توقف المسير الوطني لمدة ثلاث سنوات، جاء ثمرة للدعم والتوجيهات الكريمة من سعادة الشيخ سعود بن عبدالرحمن بن حسن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع، وسعادة الفريق الركن (طيار) جاسم بن محمد المناعي، رئيس أركان القوات المسلحة.

وأوضح العقيد الركن المناعي أن توقف المسير الوطني لثلاث سنوات شكّل أحد أبرز التحديات التي واجهت عملية تنظيم العرض العسكري للعام الحالي، لا سيما مع تولي جيل جديد مسؤولية الإعداد والتنفيذ، الأمر الذي تطلّب مضاعفة الجهود والعمل بروح الفريق الواحد وبدرجة عالية من التناغم والتنسيق المتكامل مع جميع الجهات المشاركة في العرض، والتي شملت القوات المسلحة القطرية، والحرس الأميري، ووزارة الداخلية، وقوة الأمن الداخلي "لخويا".

وأشار إلى أن فترة التجهيز والتدريب للمسير الوطني استمرت لمدة ثلاثة أشهر، حيث بدأ العمل على التحضير للعرض العسكري في الأول من شهر أكتوبر الماضي، واستمر حتى قبيل موعد المسير في اليوم الوطني، لافتاً إلى أن مراحل الإعداد شملت عقد سلسلة من الاجتماعات التشاورية والتنسيقية بين الجهات المشاركة، والتي ركزت على توحيد المفاهيم، وتوزيع المهام، وتبادل ومناقشة الأفكار والرؤى المشتركة، إلى جانب تحديد الوقت المخصص لكل جهة مشاركة، بما يضمن ألا تتجاوز المدة الإجمالية للعرض العسكري 49 دقيقة بدقة.

وقال: "إن جميع الأفراد المشاركين في العرض العسكري نجحوا في أداء المهام الموكلة إليهم بكل تميز واقتدار، وهو ما يعكس المستوى العالي من الانضباط والاحترافية التي تتمتع بها المؤسسة العسكرية القطرية، والتزامها التام بتنفيذ الأوامر والتوجيهات الصادرة من قيادتها والجهات العليا بالدولة".

وأوضح العقيد الركن المناعي أن النجاح والتميز الذي حققه العرض العسكري في المسير الوطني للعام الحالي، يُعد امتداداً لمسيرة عمل وطنية راسخة استمرت لسنوات، وأسهم فيها جميع المسؤولين الذين تولوا مهام مركز العروض العسكرية وتنظيم المسير الوطني، مبيناً أن الجيل الجديد أثبت كفاءة عالية وقدرة لافتة على تحمّل هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة، حيث نال إعجاب الجميع وأسعد قلوب أبناء الشعب القطري والمقيمين على أرض هذا الوطن المعطاء.

ولفت قائد مركز العروض العسكرية وقائد المسير الوطني، في ختام تصريحاته، إلى أن الزخم والحضور الجماهيري الكبير الذي شهده المسير العسكري، والذي أُقيم صباح اليوم على كورنيش الدوحة، يعكس عمق الروح الوطنية التي يتميز بها الشعب القطري، ويجسد في الوقت ذاته حجم التلاحم الكبير بين الشعب وقيادته الحكيمة.