عربي ودولي
30
الطريق إلى الاستقرار في الشرق الأوسط..
❖ الدوحة - الشرق
أوضح موقع ميدل إيست آي البريطاني أن تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب إطلاق حوار شامل بين الولايات المتحدة وإيران، يمكن أن يشكّلا خطوتين محوريتين نحو إخراج الشرق الأوسط من دوامة الصراعات المستمرة. وأشار التقرير إلى أن العام الماضي كان من أكثر الأعوام حساسية وتأثيرًا في التاريخ الحديث للمنطقة، إذ أعادت سلسلة من التصعيدات العسكرية المترابطة – من غزة إلى إيران – تشكيل المشهد الإقليمي، وكشفت عن قلق استراتيجي عميق، وعرّت حدود القوة الأمريكية والإسرائيلية في بيئة جيو سياسية شديدة التقلب.
وبيّن الموقع أن العمليات العسكرية الإسرائيلية اتسعت بشكل غير مسبوق في مختلف أنحاء المنطقة. ففي قطاع غزة، أدى الدمار المتواصل منذ أكتوبر 2023 إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة وتفكك سياسي حاد. كما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مواقع إيرانية وأخرى لحزب الله في سوريا، بالتوازي مع توسع العمليات في لبنان، ما ينذر بخطر اندلاع حرب إقليمية أوسع.
وأضاف التقرير أن الضربات الإسرائيلية في اليمن، التي استهدفت تعطيل قدرات الحوثيين، فتحت جبهة جديدة ضمن خريطة صراع مثقلة أصلًا. ولفت إلى أن الحدث الأكثر إثارة للدهشة تمثل في الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في سبتمبر على قطر، الحليف الأمريكي في الشرق الأوسط.
ووفقًا للموقع، برّر المسؤولون الإسرائيليون الهجوم بأنه استهدف قادة من حركة حماس كانوا يجرون مفاوضات في الدوحة، إلا أن الضربة أخفقت في تحقيق هدفها، فيما أدانت قطر الهجوم واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادتها، وسط موجة تنديد وغضب دوليين. وأشار “ميدل إيست آي” إلى أنه في منتصف عام 2025 شنت الولايات المتحدة وإسرائيل ضربات منسقة استهدفت البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية. ورغم توصيف واشنطن لهذه الضربات بأنها «محدودة ووقائية»، إلا أن الرد الإيراني فاجأ كثيرًا من المراقبين، بعد أن أطلقت طهران صواريخ باتجاه مدن إسرائيلية.
وختم التقرير بالتأكيد على أن السلام الدائم سيظل بعيد المنال ما دامت إسرائيل تواصل السعي وراء مشروع «إسرائيل الكبرى»، وما دام الصدام مع إيران قائمًا. وشدد على أن الاستقرار يتطلب تنفيذًا فعليًا لقرارات الأمم المتحدة بشأن إقامة الدولة الفلسطينية، إلى جانب دور وساطة فاعل للولايات المتحدة والصين لمنع التصعيد بين إسرائيل وإيران.
كما دعا الموقع دول الخليج إلى العمل على إنشاء نظام إقليمي للأمن والتعاون وإلى توسيع أطر التعاون السياسي والأمني في الفضاء الأوراسي، إضافة إلى ضرورة انتقال واشنطن وطهران من حالة الجمود الدبلوماسي إلى مفاوضات شاملة تفضي إلى اتفاق نووي مستدام.
وأكد “ميدل إيست آي” أن الخروج من دائرة الصراع لن يكون ممكنًا إلا عبر التخلي عن السياسات الأحادية والمقاربات العسكرية، والالتزام بالقانون الدولي، وبناء منظومة أمن إقليمي قائمة على الحوار والتفاهم.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية

















0 تعليق