نفت مديرية صحة طرطوس، في بيان، الاثنين 22 كانون الأول، وجود أي مؤشرات على مرض وبائي جديد، لافتة إلى أن “الوضع الصحي تحت المتابعة المستمرة”.
وقالت المديرية، إن الحالات التنفسية المنتشرة حاليًا بين الأطفال هي حالات موسمية شائعة (زكام، إنفلونزا، والتهابات قصبات).
وبحسب المديرية، فإن الوفيات التي شهدتها طرطوس، حالتان وصلتا إلى المشفى متوفيتين (إحداهما بسبب شرقة أثناء الإرضاع، والأخرى كانت قيد علاج منزلي)، في حين أرجعت حالة الوفاة الثالثة لطفل مُصاب بانتان حاد تدهورت حالته رغم العلاج.
وأكّدت المديرية، أن مثل هذه الحالات تُسجّل سنويًا و “لا تدل على وضع وبائي”، وفق بيانها.
ودعت “الصحة” الأهالي للتخلّي عن الذعر، ومراجعة الطبيب فور ظهور أعراض شديدة (حرارة، ضيق تنفس، سعال، ازرقاق)، إضافة إلى عدم إعطاء الأدوية عشوائيًا والالتزام بالتهوية والنظافة.
وتشهد سوريا خلال الأسابيع الأخيرة تزايدًا في حالات الأمراض التنفسية، تتراوح أعراضها بين ارتفاع في درجات الحرارة، غثيان متواصل، رشح ثقيل يرافقه عطاس وسعال قوي، وآلام حادة في الرأس والصدر، وفي بعض الحالات تترافق مع آلام عضلية وخمول شديد، وأحيانًا آلام في البطن يرافقها إسهال حاد.
يتعامل كثير من الناس مع هذه الإصابات على أنها “إنفلونزا” موسمية طبيعية، مع دخول فصل الشتاء، في الوقت الذي يحذر فيه أطباء من أن طبيعة الأعراض ومدة استمرارها تشير إلى موجة مرضية أكثر تعقيدًا تشبه أعراض فيروس “كورونا”.
اختصاصي: نصف الناس أُصيبوا خلال شهر
اختصاصي الصدرية، والأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة حماة، الدكتور محمد يوسف حسن، قال لعنب بلدي، إن الحالات تعدّ متوسطة الشدة، بسبب موجة إنفلونزا فصلية بمعظمها إضافة إلى حالات كورونا، معتبرًا أن ما يستدعي قبول المشفى قليل جدًا، متوقعًا تراجع الحالات خلال فترة قريبة كون أكثر من نصف الناس قد أُصيب خلال شهر.
في حين، يرى اختصاصي الصدرية والداخلية، الدكتور حكمت بدور، في حديثه لعنب بلدي أن هناك زيادة ملحوظة في إنفلونزا “H3N2″، كما أن معظم الحالات التي يتابعها في مدينة بانياس بريف محافظة طرطوس هي إصابات “كورونا”، واصفًا معدل الإصابات والأعراض بأنها ضمن الإطار الطبيعي مع دخول الشتاء وتغيّر الفصول.
وبحسب الدكتور حسن، بدأت تتوافد إلى العيادات والمشافي حالات إنتانات تنفسية سريعة الترقي منذ شهر تقريبًا (إنتان تنفسي علوي على شكل زكام بسيط يتحول بسرعة إلى سعال شديد مع حرارة عالية وآلام عضلية مفصلية وأحيانًا بطنية).
وأوضح، أن هذه الحالات ناجمة عن الإنفلونزا الفصلية نمط “A” ذات الترميز المستضدي “H3N2″، الذي يتميز بانتشار سريع بين طلاب الحضانات والمدارس وأماكن التجمع.
ازدادت الحالات لتبلغ ذروتها منذ أسبوع، وفق الاختصاصي، ونحن الآن في مرحلة تسطح منحنى الإصابات (أي تشابه العدد اليومي من المشاهدات) إيذانًا بانخفاض متوقع بعد أسبوعين من اليوم.
إما حالات النكس أو طول فترات التعافي عند البعض خصوصًا الأطفال، يقول الدكتور حسن، إنها تعود للإصابة المرافقة بفيروس “كورونا” الذي استوطن لدينا، لكن حالاته خفيفة بالمجمل في سوريا وعالميًا، والمتغير السائد من الكوفيد هذا العام هو “Nimbus” والمرمَّز له بِـ”NB 1.8.1″ وهو أحد أشكال “كورونا أوميكرون” (Omicron)، ومن الخطأ إتهام كورونا بأنه سبب هذه الجائحة الحاصلة حاليًا والتي تعود معظم حالاتها لفيروس الإنفلونزا الموسمي A.
ميزات فيروس الإنفلونزا الحالي
بحسب الأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة حماة يتميّز هذا الفيروس بـ:
• طول دور الحرارة العالية والذي يتجاوز أحيانًا 5 أيام خصوصًا عند الأطفال.
• ألم بطني نوبي (عند الأطفال أكثر).
• ألم عضلي مفصلي مع تعب شديد (عند البالغين أكثر).
• الصداع الجبهي والقفوي (عند البالغين أكثر).
توصيات
يوصي اختصاصي الصدرية بـ:
• إبعاد مرضى السكري والسرطان والمثبطين عن المصابين قدر الإمكان.
• الطعام المتوازن مع الإكثار من الفواكة الطازجة.
• تجنب تغيرات حرارة الجو المفاجئة والأجواء الباردة والتجمعات.
• تفيد مكملات الفيتامين “د” والفيتامين “C” والزنك قبل الإصابة في رفع مناعة الأطفال والأشخاص المسنين وذوي الأمراض المزمنة.
• التلقيح السنوي في الشهر التاسع وقبل بدء الشهر العاشر.
متى نراجع الطبيب؟
في هذه الجائحة نقسم المرضى لنوعين، وفق حسن:
• أصحاب الأمراض المزمنة: بشكل خاص أمراض السكري والقصور الكلوي وقصور القلب والذين يجب أن يراجعوا حال بدء الأعراض.
• المرضى الأصحاء سابقًا، عليهم مراجعة الطبيب عند حدوث ضيق نفس (صعوبة في التنفس) أو حرارة لا تستجيب على الخافضات (مثل البارسيتامول) أو صداع شديد لا يستجيب على التسكين أو سعال شديد يسبب ألم صدري.
وفي 2 من كانون الأول الحالي، قال مدير دائرة الأمراض السارية في وزارة الصحة، الدكتور ياسر الفروح، لعنب بلدي، إن البيانات الرسمية الصادرة عن الوزارة تشير إلى تسجيل تزايد ملحوظ في أعداد حالات الأمراض التنفسية الحادة خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح الفروح، أن نتائج التحاليل المخبرية أظهرت عزل فيروس الإنفلونزا “A” من النمط A(H3N2)، مشيرًا إلى أنه يتم عالميًا تسجيل نمط جديد من الإنفلونزا هو النمط الفرعي “K” من النمط (H3N2)، والذي يتسبب بظهور أعراض تنفسية شديدة تشمل: الحرارة، والسعال، والصداع، والإقياء، وآلام البطن.
ونوّه الفروح حينها إلى أن هذا النمط الفرعي الجديد لم يُسجَّل حتى الآن في سوريا، إلا أنه، ووفقًا للحركة الوبائية للفيروس، من المتوقع وصوله إلى البلاد خلال الأيام المقبلة.
ودعا الفروح، إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار العدوى، وعلى رأسها اتباع آداب السعال، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، والتواجد في أماكن جيدة التهوية للعمل، وارتداء الكمامة، إضافة إلى تلقي اللقاح.
العوا: الواقع الميداني يتعارض مع التطمينات الرسمية
اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، والأستاذ في جامعة “دمشق”، الدكتور نبوغ العوا، قال لعنب بلدي، في وقتٍ سابق، إن الحديث عن عدم وجود موجة جديدة من فيروس “كورونا” يتعارض مع الواقع الميداني، معتبرًا أن ما يطرح من تطمينات رسمية لا يعكس حقيقة الوضع الصحي.
ودأبت وزارة الصحة، على حد وصفه، منذ سنوات على تقديم أرقام وتصريحات “مخففة” لا تعبّر بدقة عن حجم الانتشار الفعلي، بذريعة عدم إثارة القلق بين الناس، لافتًا أن هذا النهج، يؤدي إلى نتائج عكسية ويزيد من تفاقم الإصابات.












0 تعليق